السينما الجديدة تهزم كبار المخضرمين في العالم

منذ الدورة الخمسين لمهرجان كان السينمائي الدولي التي فاز بسعفتها الذهبية كبير المخرجين العرب "يوسف شاهين"، وهذا المنبر الثاني عالمياً بعد الأوسكار يُنفذ وعده بإفساح المجال أمام السينما الجديدة والبديلة والشابة بأن تجد لها مكاناً بارزاً في إهتمامات كان، لذا لم تكن السعفة التي حازها ليل السبت في 25 أيار/مايو 2019 الكوري الجنوبي "بونغ جون هو" عن فيلمه "parasite" (طفيلي)، مفاجئة بل تراعي السياق المتبع لتظهير طاقات سينمائية مبدعة من كل زوايا العالم.

إنه إنتصار آسيوي بكل ما للكلمة من معنى، مسجلاً ثاني إختراق للقارة بعد سعفة الياباني "هوروكايزو كورايدا" عن شريطه الجميل "shoplifters" (سارقو المتاجر)، في وقت بدا واضحاً أن المخرج المكسيكي "إيناريتو" رئيس لجنة التحكيم والذي يحق له بصوتين حين التصويت على الفيلم الفائز، أراد تسجيل هدف كبير في مرمى الكبار (تيرنس ماليك، كن لوتش، كوينتن تارانتينو، بدرو آلمودوفار، وغيرهم) بحيث لا يحق لهم إستقطاب الجوائز دائماً على حساب المواهب الكبيرة الشابة في العالم، وهو ما يصب أولاً وأخيراً في مرمى المهرجان الساعي إلى صورة عصرية لمهرجان في الثانية والسبعين من عمره، وإن كان ما زال رافضاً الإعتراف بتجربة ناتفليكس لجهة رفضه لعرض الأفلام على الأنترنت، في غير مكانها الطبيعي الصالات المظلمة.

فاز الشريط الكوري الجنوبي الذي إشتغل على موضوع عالمي يتناول الأثرياء والفقراء في مكان واحد، وذهبت الجائزة الكبرى إلى الفرنسية من أصل سنغالي "ماتي ديوب" عن شريطها "atlantique"، وتوزّع جائزة لجنة التحكيم شريطا "les miserables" (البؤساء) لـ "لادج لي" و"bacuran" للمخرجين (كيبر ميندوتسا فيلهو، وجوليانو دورنيل)، وذهبت سعفة الإخراج إلى الأخوين البلجيكيين (جان بيار ولوك داردين) عن فيلمهما "الشاب أحمد" والذي يتحدث عن فتى مسلم تشرب الفكر التكفيري في أحد مساجد بروكسل، ونال النجم الأسباني العالمي "أنطونيو بانديراس" جائزة التمثيل عن سابع فيلم له (ألم ومجد) بإدارة المخرج المتميز "بدرو ألمودوفار"، وحازت الإنكليزية "إيميلي بيشام" سعفة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "جو الصغير" للمخرجة النمساوية "جيسيكا هوسنر"، ونال فيلم "حياة سيدة النار" جائزة أفضل سيناريو لـ "سيلين سياما".

 العرب حضروا بتواضع في لائحة الجوائز، ففاز المخرج الفلسطيني "إيليا سليمان"(له: سجل إختفاء، يد إلهية، الزمن الباقي) بتقدير خاص عن فيلمه "it must be heaven" (لا بد أن تكون الجنة)، الذي إنقسمت الآراء حول توجهه خصوصاً في مسألة الأسلوب الساخر الذي إعتمده في قراءته لمعنى وجود الحواجز الإسرائيلية الكثيرة والتي إعتبرها عادية كما في كل العالم، ونال المخرج الجزائري الأصل والذي يحمل الجنسية البرازيلية "كريم إينوز" الجائزة الأولى في مسابقة "نظرة ما" التي ترأس تحكيمها اللبنانية "نادين لبكي" عن فيلمه "الحياة اللامرئية لـ أوريديس كوسماو"، وفي المسابقة إياها فازت الكندية من أصل تونسي "منية شكري" بـ "الجائزة المفضلة" عن فيلمها "زوجة أخي" الذي يعرض تجارياً بدءاً من 7 حزيران/ يونيو في كيبيك كندا. ونال الشريط القصير"ambience" ومدته 15 دقيقة بالجائزة الثالثة من جوائز "cinefondation" للفلسطيني "وسام الجعفري" الذي أهدى الجائزة إلى أحد أبطال الفيلم "محمد الخمود" الموجود في أحد سجون الإحتلال.