"جميل راتب" صورة من دون صوت

تزاحمت أمراض الشيخوخة (92 عاماً) على الجسد الهزيل للفنان المخضرم "جميل راتب" وكان أقسى ما واجهه مؤخراً مشكلة صعبة في التنفس عرّضته أكثر من مرة لشبه إختناق، إلى أن بدت الصورة حذرة فنُقل على عجل إلى أحد مستشفيات الدقي، ووضع في غرفة العناية المركزة لضمان عدم تعرضه لأي طارئ صحي في لحظة ما غير متوقعة، مما أسفر عن تقطع صوته ثم غيابه كلياً.

جميل راتب

وزيرة التضامن الإجتماعي "غادة والي" لبّت دعوة نقيب الممثلين "أشرف زكي" وزارت الفنان "راتب" طالبة من إدارة المستشفى تقديم رعاية متميزة له على حساب الدولة من ضمن برنامج الرعاية الرسمية الذي يلحظ علاج كبار الفنانين والمبدعين المصريين، إحتراماً لما قدموه لوطنهم وشعبهم على مدى عقود من الزمن. وأعلن مدير أعمال "راتب" أن الفنان الكبير مشكلته الأساسية حالياً هي الصعوبة البالغة في التنفس، مما أثّر على صوته فراح يتلاشى حتى غاب تماماً وحاول كثيراً إستعادته من دون جدوى، وهو مع قلة زارت هذا الفنان طلبوا من محبيه الدعاء له، خصوصاً وأن هناك خطورة عالية على حياته بفعل سنّه المتقدمة، وضرورة البقاء على يقظة دائمة لتفادي أي إختناق مفاجئ.

"جميل راتب" يستعمل كرسياً متحركاً منذ سنوات قليلة، ويوم إستقبله الرئيس التونسي "الباجي قائد السبسي" لتكريمه مع مجموعة من الفنانين ضيوف أيام قرطاج السينمائية منذ عامين، إعتذر "راتب" عن مصافحة الرئيس وهو جالس على كرسيه، فرد "السبسي": "أنا أراك أمامي واقفاً، فهامتك الفنية تجعلك أطول منا جميعاً.. أهلاً بك". يومها أبلغنا الفنان الطيب والمتواضع أنه أُعجب بسرعة بديهة الرئيس وبخفة دمه. وكان قبلها بأشهر حضر إحدى دورات "مهرجان دبي السينمائي" وسئل يومها عن شعوره وهو فوق كرسي متحرك، فقال "أنا مستريّح والناس تعبانة عني". ولم تسعفه ظروفه الصحية على مدى الفترة الماضية في قبول تصوير أي مشروع منذ العام 2000 حين ظهر في حلقات "وجه القمر" برغبة من سيدة الشاشة العربية الراحلة "فاتن حمامة".

فنان كبير على فراش المرض. حاله حساسة، وكان أعلن في لقاء تلفزيوني مع اللبنانية "راغدة شلهوب" في القاهرة "أمنيتي أن أموت حتى أرتاح من كل الفوضى التي أتسبب بها من حولي". أملنا أن يتجاوز رفيق "عمر الشريف" في "لورانس العرب" أزمته الصحية الحادة، وتعود إليه العافية.