"جميل راتب" أسلم الروح عن 92 عاماً

تدهورت الحالة الصحية للفنان الكبير "جميل راتب" (92 عاماً) منذ أسابيع وتم تسفيره للعلاج في باريس، وتقلت أنباء القاهرة خبر وفاته، ودفنه بعد صلاة ظهر الأربعاء في 19 أيلول/ سبتمبر الجاري بمسجد الأزهر الشريف في القاهرة، طاوياً 70 عاماً من العطاء الفني أثمرت 150 عملاً للشاشتين والخشبة بين القاهرة وباريس.

زامل الفنان "راتب" كبار النجوم الفرنسيين حين درس في باريس وعمل في عدد من الأفلام الفرنسية، ولعب في "لورانس العرب" الذي صوّر "عمر الشريف" أحد أدواره الرئيسية، شخصية "مجيد". وإستطاع منذ بداية عودته من فرنسا بلد والدته، أن يعمل في مجالات الأداء الثلاثة: المسرح السينما والتلفزيون، وسرعان ما كوكب من حوله جمهوراً داعماً، وقف إلى جانبه، وأحب خصوصية أدواره تلك التي تميز فيها بالعصبية مثل أدواره مع "عادل إمام" (طيور الظلام) و"أحمد زكي" (البداية) أو ما قدّمه مع "محمد صبحي" على الخشبة. ولطالما كرر أن أدواراً كثيرة كان يحب تجسيدها لكن المخرجين سجنوه في قالب ردة فعله العصبية وحسب.

  فقد الفنان الكبير صوته بالكامل وفشلت محاولات علاجه في القاهرة، فسافر إلى باريس علّه يعثر على علاج شاف لكنه تبلغ أن هناك إستحالة لإستعادة صوته، وعاد خائباً ينتظر مصيره تحت رحمة الضيق الشديد في التنفس، إلى أن نُقل ليل الثلاثاء على عجل إلى مستشفى الأنكلو- أميركي، وأُدخل العناية الفائقة في حالة حرجة إنتهت بلفظ آخر أنفاسه. تجربة مرض الراحل "راتب" حفّزت كثيرين على مباركة الأسلوب الذي إعتمده مدير أعماله "هاني التهامي" في إطلاع وسائل الإعلام وجمهور الفنان الأصيل على حقيقة وضعه الصحي مما جعل الخبر ينزل على الجميع بهدوء، لأن ما وافى به الإعلام كان كافياً ووافياً، ولم يُجامل في شيء.

يغيب فنان مصري كبير آخر، طاقم من الفنانين المخضرمين ينسحب أفراده تباعاً من مقدمة الصفوف، فيما البدائل المفترضة من جيل اليوم ليست متوفرة كمّاً ونوعاً، هناك فراغ.