"زهرة حلب"..واقعي مؤثر خال من الشعارات

شكّل شريط الإفتتاح لمهرجان: آيام قرطاج السينمائية 27 ، ثقلاً نوعياً للعيد الخمسين للمهرجان، كونه أول فيلم درامي عربي يتناول قضية التكفيريين في إنتاج ضخم، تعاونت عليه عدة جهات بينها لبنان. والنتيجة أن: زهرة حلب، من خلال السينمائي الكبير رضا الباهي، أظهر مسؤولية رفيعة في التعامل مع قضية حساسة، قاطعها ضيوف قرطاج عدة مرات بالتصفيق الحاد، والمشهد الأكثر إيلاماً عندما قنص الشاب المغرر به مراد( باديس الباهي) والدته سلمى(هند صبري).

ملصق الفيلم "زهرة حلب"
قوة هذا الفيلم تكمن في واقعيته وشفافيته وعدم دورانه على الموضوع أومجابهته بالشعارات الخاوية والتفاصيل التي تضلل التركيز على الخط الرئيسي، وهو محاربة خط الإرهاب بما هو مقنع ومؤثر وعميق في آن: "شكراً لأنك وصّفت الفيلم بهذه الصورة لأننا أردنا بكل بساطة القول لجيل الشباب إن الذهاب في طريق التكفيريين لا يحمل إلا الخراب لذا قدمنا حدوتة قريبة من واقع الناس حتى يصدقوا" هذا ما قاله للميادين نت المخرج الباهي مضيفاً: "سأكون في بيروت خلال ثلاثة أسابيع وسيكون لنا كلام كثير هناك".

الفنانة هند صبري لم تكتف بلعب الدور الرئيسي بل ساهمت بأجرها في ميزانية الإنتاج، لعبت دور الأم المطلقة (من هشام رستم) التي تعمل ممرضة طوارئ في سيارة إسعاف، وتعيش مع نجلها الوحيد مراد(نجل المخرج) الذي ما يزال يتابع دراسته لكنه يعاني من ضغوطات عديدة بسبب إنفصال والديه، ومحاولة والده فرض إرادته عليه، خصوصاً عندما تبدأ  ملامح التبدل في تفكير مراد وإبلاغ والدته بأنه يفضل لها ستر رأسها بنقاب، وهو ما إستدعى إتصال سلمى بطليقها لإبلاغه بخطورة توجه إبنهما وكان لقاء عاصف بين الأب والإبن إنتهى بعلقة ساخنة بمظلة الوالد، مما دفع "مراد" وبعد تردده في قبول دعوة صديق له للحاق بالتكفيريين وجد الدنيا أمامه مسدودة فقصد مقر المجموعة التي تتدرب سراً في تونس وإلتحق بهم.

يعتمر "مراد" اللباس الخفيف ويرافق عن بعد "إخوانه" في جولاتهم التهديدية لبعض المحال التي تعرض وتبيع ملابس نسائية مغرية، أو  تكشف أجسام مجسمات العارضات من البلاستيك، قبل أن يتبلغ نعمةالمسؤول عنه بأنه سيرسله للقتال المباشر على الجبهة في سوريا، عندها حزم متاعه وغادر إلى سوريا، وأدركت سلمى الحقيقة، لكنها لم تجد تجاوباً من والده للتصرف فقررت المغادرة فوراً، ملتحقة بأحد المكاتب حيث خضعت للإختبار ثم الإغتصاب قبل أن تصطاد 5 من قادتهم برشاش أحدهم إستولت عليه بالحيلة، لكنها لم تلبث أن سقطت برصاصة في الصدر من قناص صودف أنه مراد نفسه، فكانت أفضل لقطة معبرة لختام الفيلم .

"لطالما كان الفن عندي رسالة، وكل عمل فني قدمته حمل ما يقول شيئاً للناس"

هذه ما قالته للميادين نت الفنانة هند صبري عندما إلتقيناها في الفندق بعد العرض، وعندما أبلغناها أنها كانت الميزان والعمود الفقري للفيلم وأن تجسيدها لدور سلمى كان أشبه بالأسطورة، ردت شاكرة الرأي: "هذايعنيني كثيراً ألف شكر لكم، وإذا كان الفيلم وصل على هذا المستوى فقد حققنا الغاية المرجوة من تناول هذا الموضوع بإمتياز.