"نوتردام دو باري" دهشة غنائية تمثيلية راقصة

نرفع القبعة لـ"مهرجانات جونية الدولية" على أحد إختياراتها الفنية النخبوية لهذا العام" notre dame de paris"، المسرحية الفرنسية العالمية التي عرضت في عدد من الدول وحازت ردود فعل بالغة الإيجابية، خصوصاً اللبنانية المشاركة في البطولة غناء وتمثيلاً ورقصاً "هبة طوجي" في دور "إزميرالدا" العاشقة البريئة التي أوقعت في غرامها 3 رجال.

بطلا العمل هبة طوجي (إزميرالدا) وأنجيلو دل فيكيو (كازيمودو)
أمضينا ساعة ونصف الساعة من الدهشة الإيجابية، والمتعة الفنية المطلقة، مع فصلي مسرحية"نوتردام دو باري" في عرضها الختامي ليل الإثنين في العاشر من الجاري ( على خشبة مستحدثة تحت كازينو لبنان) مع مؤشر لافت إلى أن المسرحية بصدد العرض لاحقاً في لبنان نظراً للإقبال غير المسبوق على حضورها، إلى درجة أن إسترحة الـ 20 دقيقة بين الفصلين لم تغر أحداً بالمغادرة، بل ظلت المقاعد مشغولة بالرواد في تفاعل نادر مع كل محطات المسرحية، الممزوجة بخلطة سحرية من الموسيقى الصادمة، المحفّزة، المتدفقة، والتمثيل العفوي العميق والمتين لممثلين من مرتبة أولى، وفريق راقص أقرب إلى سادة الأكروبات لا نرى رديفاً لهم إلاّ في عروض فرقة the cercle العالمية، مع إخراج لا يتيح أي فرصة للرواد كي يلتقطوا أنفاسهم، أو أن يشعروا بالرتابة أو الكسل.

 

"هبة طوجي" المزودة بإرث من الفن الرحباني يتقدمه مكتشفها وراعيها وصانع حضورها المميز محلياً وعالمياً الفنان أسامة الرحباني، ومعه شقيقاه المميزان مروان وغدي، في المحطات المسرحية(عودة الفينيق، صيف 840 ، دون كيشوت، وملوك الطوائف) عدا الألبومات، كانت فراشة الخشبة راقصة، والمرأة المقدامة القوية كممثلة ومالكة المدّات الغنائية المتأرجحة بين صوتي الرائعتين "إديث بياف"و"ميراي ماتيو" كمغنية، حضرت هبة نجمة حقيقية على الخشبة كانت بطلة وحيدة في مواجهة 3 أبطال رجال، لكنها أشعرتنا أنها المهيمنة على اللعبة المرئية والمسموعة في المسرحية الجميلة والرائعة والجاذبة، لأحد أقطاب الأدب الفرنسي "فيكتور هوغو"، وتفاعلت في تنافس نموذجي مع مجسّد شخصية "كازيمودو" الممثل"أنجيالو دل فيكيو".

 

"نوتردام دو باري" مثال فني نموذجي لما يمكن إستقدامه من نتاج عالمي إلى الجمهور اللبناني، ومن حظّنا أن المسرحية الضخمة والرائعة أسهمت فيها موهبة لبنانية كبيرة هي"هبة طوجي" التي تنتظرها وفق ما يتأكد من الوقائع، محطات عالمية أخرى أشارت إلى إحداها "إزميرالدا" المسرحية فقالت: العين على أميركا. المغنية والممثلة والمخرجة تمتلك طاقة متدفقة من العطاءات. المسرحية حتى الآن هي أغلى هدية تلقيناها هذا الصيف.