إنتحاريون من"أكلة اللحوم" قتلوا أماً وإبنها خطأ

المخرج "عصام بوخالد" دخل على خط الإنتحاريين المفجّرين وعالج في أحدث مسرحياته" carnivorous" ( أكلة اللحوم) موضوع العمليات الإرهابية التي ينفذها إنتحاريون من خلال قصة بسيطة عن إبن وحيد لزوجين سعيدين، يعلن خطأ أنه فجّر نفسه في ملهى ليلي ثم يتبين أنه أحد الضحايا، بعدما تسبب هذا الخطأ في إنتحار أمه.

أبطال المسرحية الثلاثة عصام برناديت وسعيد
الحدوتة بسيطة، وهنا تكمن قوتها، ومدى إنعكاسها على حياة عائلة مستقرة مؤلفة من 3 أشخاص فجأة يتناقص العدد إلى واحد، يبقى الأب وحده. ففي غمرة أخذ ورد في أمور منزلية عاطفية، فوجئ الزوجان( عصام بو خالد وبرناديت حديب)بخبر عاجل يفيد بوقوع إنفجار كبير في أحد الملاهي الليلية، ومع تقصيهما لآخر المعلومات وردت واحدة تتحدث عن معرفة إسم الفاعل، وإذا الحرفان الأولان من إسمه وإسم عائلته يدلان على إسم إبنهما، وتنفلب الصورة في المنزل إلى النقيض، بكاء نحيب وحالة هستيريا تصيبهما.

 

في غمرة هذه الأجواء المفجعة، دخل رجل أمن( سعيد سرحان) على الخط، فجأة ظهر أمامهما في صالون المنزل وراح يطرح أسئلة عن إبنهما الوحيد إبن ال17 عاماً المفترض أنه فجّر نفسه في المربع الليلي، كيف تمت تربيته، أي رياضات مارس، أي قصص كانت تلفته، ما الذي كان يفضله كغذاء، من كان يصادق ، في أي المدارس تعلم، وما هي الموضوعات التي يهمه التحدث بها، وما هي الأفلام التي إعتاد مشاهدتها ، كل هذا لمعرفة الثقافة التي دفعته ليكون إرهابياً، لكن بعد كل هذه الأسئلة تنهار الأم ثم تنتحر ونواكب مشهد صعودها إلى السماء على المسرح كأروع تنفيذ مقنع.

 

المفاجأة يحملها رجل الأمن نفسه إلى الأب:هناك خطأ في الإسم ، إبنك ضحية وليس الذي فجّر المكان بحزام ناسف. هكذا بكل بساطة، الضحايا رخيصة، قُتل الشاب مع تعليقات من نوع : الله لا يقيمهن شو كانوا عم يعملوا بالنادي الليلي ( المشهد يؤشر على الضحايا اللبنانيين في الملهى القبرصي)،وإذا بخطأ تحديد إسم المفجّر، يتسبب في إنتحار أم حزناً على نجلها الوحيد. المسرحية قُدّمت ليل الأربعاء في7 حزيران/ يونيو الجاري على خشبة "دوار الشمس" وسط زحام كثيف جداً، أجبر ما لا يقل عن 50 شخصاً من إفتراش درجات الصالة لمتابعة العرض حتى لا يفوتهم.