"البائع" الإيراني حامل الأوسكار: صفعة ردّت كرامة إمرأة

قبل 6 سنوات ظهر إسم المخرج الإيراني "أصغر فارهادي" مع فيلم "separation" وحاز حينها أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، واليوم يتكرر الإنجاز مع شريط "the salesman" (البائع) الذي يرصد حياة زوجين إيرانيين تهزها حادثة تتعرض لها الزوجة ولا يرتاح زوجها حتى يعرف من حاول الإعتداء عليها ويعاقبه بصفعة.

ملصق فيلم "البائع" للإيراني "أصغر فارهادي"
في 125 دقيقة حميمة دافئة صادقة كأنها الحياة وليس أي منبر فني إبداعي، تتلاحق مشاهد فيلم "البائع" الذي كسب مخرجه "فارهادي" إحترام الجميع من خلال مواقف إتخذها بعدم حضورحفل توزيع جوائز الأوسكار، إحتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي "ترامب" ضد رعايا عدد من الدول، وردة الفعل الإيجابية جداً من السينمائيين المدعوين إلى حفل الأوسكار عند إعلان فوز الفيلم بأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وصعود أميركيين من أصل إيراني يعملان في وكالة الفضاء الأميركية الـ "ناسا" لتسلم الأوسكار نيابة عن "فارهادي"، وعند مشاهدة الفيلم تضاف فائدة مضاعفة إلى حيثيات الشريط وقيمته، طالما أن الحياة الإجتماعية هي المحور من خلال زوجين يعملان في المجال الفني هو المخرج والممثل والأستاذ الجامعي عماد (شهاب حسيني) وهي الممثلة رنا (تارانيه علي دوستي) ينتقلان حديثاً إلى منزل جديد، بينما هما يتحضران للعب مسرحية"يوميات بائع متجول" لـ آرثر ميلر.

مرةً تعتقد "رنا" أن زوجها قد وصل إلى المنزل، فتركت له الباب مفتوحاً، بينما يكون الوافد رجلاً ستينياً إعتاد التردد على السيدة سيئة السمعة التي كانت تقطن المنزل قبلاً، وما زال بعض أغراضها في غرفة صغيرة بالمنزل، فدخل ووصل إلى الحمام، وعندما فوجئت به "رنا" صرخت وتعاركت معه، فوقعت في أرض الحمّام مصابة بعدة جروح في رأسها، وسرعان ما هرب تاركاً سيارته في مرآب البناية، تاركاً المرأة غائبة عن الوعي ومضرجة بدمائها، ليصل "عماد" ويرى حمّام المنزل وقد غطّته بقع الدماء، وأبلغه الجيران بما حصل وأنها نقلت إلى المستشفى، فسارع للإطمئنان عليها مندهشاً من كبر الجروج وعمقها، وعندما أخذت بعض الراحة أطلعته على ما حصل، من دون القدرة على تحديد إسم وشكل المعتدي.

"عماد" لا يرتاح ولا يهدأ حتى العثور على المكان الذي خرجت منه السيارة التي تركها الجاني في مرآب البناية، فيطلب من شاب في المؤسسة أن يوافيه إلى منزله لنقل بعض الأغراض، ويتبين أن الفاعل هو الذي جاءإلى المنزل مجدداً، ولم يأخذ وقتاً حتى إعترف بفعلته، وكان قرار الزوج معاقبته بدعوة زوجته وأولاده وإبلاغهم بفعلة الرجل وقام بحجزه في غرفة بالمنزل حتى عاد ومعه "رنا" التي طلبت من زوجها أن يتركه وحاله، وبعد وصول عائلته أخذه عماد إلى غرفة وصفعه بقوة، ثم سلّمه لذويه حيث أصيب بنوبة قلبية، جعلته أشبه بجثة ممددة عند مدخل البناية.

الفيلم وعنوانه بالفارسية "فروشنده"سبق للصالات الأميركية أن باشرت عرضه في 27 كانون الثاني/ يناير 2017، تعاونت على إنتاجه الشركة التي يملكها المخرج "فارهادي"، وarte france، ومركز الدوحة للفيلم الذي ترأسه الأميرة الشيخة "ميّاسة آل ثاني"، وهو أمر أثار أسئلة لدى النقاد والمهتمين بالسينما في إيران عن خلفيات هذا التعاون.