الحرب تؤثر على الإنتاج الزراعي في السودان

الحرب في السودان تؤثر سلباً على القطاع الزراعي الذي يساهم بنسبة 40% من إجمالي الناتج المحلي.

  • الحرب في السودان تهدد موسم حصاد البلح
    الحرب في السودان تهدّد موسم حصاد البلح

يبدأ السودانيون في مثل هذه الأيام حصاد التمر أو ما يعرف محلياً بـ "حشّ البلح"، في وقت أثّرت فيه الحرب على الزراعة في أنحاء واسعة من السودان بسبب عدم توفر بعض مدخلات الإنتاج وبسبب العجز الذي أصاب النظام المصرفي الذي كان هدفاً من أهداف الحرب عند مليشيا الدعم السريع. 

وفي جميع أنحاء البلاد، يعجز المزارعون عن الحصول على تمويل، والتجار عن تصريف بضاعتهم في الأسواق، كما أن شركات الصناعات الزراعية الكبرى توقّفت عن العمل.

يشكّل البلح غذاءً يومياً في السودان، كما في الكثير من الدول العربية، وهو حيوي بالنسبة للاقتصاد. ويحتل السودان المرتبة السابعة على قائمة منتجي البلح في العالم، إذ يوفّر 460 ألف طن منه كل عام، وفق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو".

وتسبّبت الحرب كذلك في ما يسميه الخبراء بـ "تفكيك الصناعة" في البلاد، وأثّرت سلباً على القطاع الزراعي الذي يساهم بنسبة 40% من إجمالي الناتج المحلي ويوفّر 80% من الوظائف في السودان، بحسب الأمم المتحدة.

ففي أيار/مايو، أعلنت مجموعة حجار للصناعات الزراعية، وهي أكبر مصدر للوظائف في السودان، تعليق أنشطتها واستثماراتها في البلاد، فيما يواجه الذين يواصلون العمل تحديات هائلة.

وبحسب المنظمة العربية للتنمية الزراعية، تسبّبت الحرب بـ"تشوّهات كبيرة في البنية الإنتاجية لقطاع الزراعة بشقّيه النباتي والحيواني، خصوصاً في مناطق احتدام الصراع في ولاية الخرطوم، غير أن القطاع الإنتاجي في البلاد كافة أصابه الشلل".

"أسواق بديلة"

قبل الحرب، كانت الخرطوم مركز التجارة، غير أن المعارك غيّرت بنية الاقتصاد الضعيف أصلاً، ودمّرت العاصمة التي كانت تمثّل رئة السودان الاقتصادية.

ويقول المزارع الفاتح البدوي لوكالة "فرانس برس": "كنا نبيع الجزء الأكبر من إنتاجنا في الخرطوم بسبب قربها الجغرافي وبسبب الطلب الكبير فيها، ولكن مع الحرب لم يعد ذلك ممكناً، ونحاول أن نجد أسواقاً بديلة".

ويرى مزارع آخر، الجراح أحمد علي، أنّ مساعدة الدولة السودانية ضرورية "للحصول على نوعية جيدة من الإنتاج"، آملاً أنّ تستثمر السلطات "في مصنع لحفظ التمر".

غير أنّ الدولة التي لم تدفع رواتب الموظفين منذ 5 أشهر، تجد صعوبة في توفير الغذاء الأساسي لسكانها منذ فقد السودان المورّدين الرئيسيين للقمح إليه بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وفي بلد كان قبل الحرب من بين أكثر دول العالم فقراً، بات قرابة 6 ملايين سوداني "على شفا المجاعة"، بحسب ما حذرت الأمم المتحدة.

اقرأ ايضاً: اقتصاد السودان يئن تحت وطأة الاشتباكات.. فأيّ مصير ينتظره؟

منتصف نيسان/أبريل تندلع مواجهات عنيفة في الخرطوم وعدة مدن سودانية، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وتفشل الوساطات في التوصل لهدنة بين الطرفين.

اخترنا لك