عالمة صينية ترفض الفرضيات بتسرّب فيروس "كوفيد" من مختبرها

كانت العالمة الصينية محبطة من الاتهامات الموجهة إلى مختبرها. وأوضحت أنها لم تعد أسئلة علمية بل تكهنات متجذرة في انعدام الثقة إذ أصبحت القضية مسيسة.

  • شي جينجلي داخل مختبرها في معهد ووهان لعلم الفيروسات في عام 2017، الصورة لأسوشيتد برس.
    شي جينجلي داخل مختبرها في معهد ووهان لعلم الفيروسات في عام 2017، الصورة لأسوشيتد برس.

في مقابلة نادرة، تحدثت العالمة الصينية شي جينجلي إلى مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية حول الإشاعات عن تسرّب فيروس كورونا من مختبر معهد ووهان لعلم الفيروسات الذي تديره.

وقالت الصحيفة إنه بالنسبة للصين حكومة وشعباً، تعتبر جينجلي بطلة نجاح البلاد في كبح الوباء وضحية لنظريات المؤامرة الخبيثة. لكن بالنسبة لمجموعة متزايدة من العلماء والسياسيين الأميركيين، فهي المفتاح لمعرفة ما إذا كان فيروس "كوفيد-19" قد هرب من معهد ووهان لعلم الفيروسات، حيث تدير مختبراً بارزاً.

وطوال الوباء، نادراً ما تحدثت شي إلى وسائل الإعلام إلى أن اتصلت بها مراسلة الصحيفة إيمي تشين أخيراً. قالت إيمي: "لقد عثرت على رقمها واتصلت به في الليل. لقد فوجئت بأنها ردت على اتصالي".

وعندما اتصلت إيمي أول مرة، كانت شي مترددة في الحديث. لكن يبدو أنها لم تستطيع إلا الدفاع عن نفسها.

وقالت العالمة الصينية وصوتها يرتفع بغضب: "كيف يمكنني تقديم دليل بحق شيء لا يوجد فيه دليل؟". وكتبت في رسالة نصية لاحقة: "لا أعرف كيف وصل العالم إلى هذا، وهو يسكب القذارة باستمرار على عالم بريء".

وسألت المراسلة  جينجلي عن التقارير الأخيرة التي تفيد بأن ثلاثة باحثين من معهدها قد تعالجوا في مستشفى في تشرين الثاني / نوفمبر 2019 بسبب أعراض تشبه الأنفلونزا، قبل الإبلاغ عن أول حالات "كوفيد-19".

وأحابت شي قائلة: "ليس لدينا أي فكرة عما تتحدثين عنه". وفي متابعة للمقابلة عبر البريد الإلكتروني، سألت شي عن أسماء الباحثين الذين يُفترض أنهم مرضوا، وعرضت التحقق من الادعاء، لكنها كررت أنها لا تعرف أي شخص أصيب بالمرض في ذلك الوقت.

طرحت مراسلة "نيويورك تايمز" عدة أسئلة حول إجراءات السلامة في مختبر معهد علم الفيروسات في ووهان، وهو واحد من مختبرين فقط للسلامة الحيوية من المستوى 4 في الصين. ولكن تم إجراء بعض تجارب شي على فيروسات الخفافيش في مختبرات المستوى الثاني من السلامة الحيوية، حيث يكون الأمان أقل صرامة. وقد أثار ذلك تساؤلات حول ما إذا كان الفيروس قد تسرب.

وقالت شي "إن جميع الأبحاث التي تجريها تتم وفقاً للوائح سلامة الفيروسات في الصين، والتي تم إنشاؤها بناء على تقييمات المخاطر وغالباً ما تتماشى مع لوائح الدول الأخرى أيضاً".

وقالت المراسلة إنه من الواضح أن شي كانت محبطة من الاتهامات الموجهة إلى مختبرها. وأوضحت أن ذلك "لم يعد هذا سؤالاً علمياً. إنها تكهنات متجذرة في انعدام الثقة المطلق".

وقالت الصحيفة إن التحقيق في أصول الفيروس سيتطلب تعاوناً من الصين وشخصيات رئيسية مثل شي. وقالت المراسلة: "يُظهر تعليقها أنها وصلت إلى النقطة التي تشعر فيها أن هذه القضية أصبحت مسيّسة للغاية، ولا جدوى من التعاون في تحقيق تشعر أنه نوع من مطاردة الساحرات". 

نقله إلى العربية: الميادين نت

أعلنت منظمة الصحة العالمية في 31 كانون الأول/ديسمبر 2019 تسجيل إصابات بمرض الالتهاب الرئوي (كورونا) في مدينة ووهان الصينية، ولاحقاً بدأ الفيروس باجتياح البلاد مع تسجيل حالات عدة في دول أخرى حول العالم.