تعرّفي على سرطان الثدي

قد تلاحظ أُناساً يعتمدون ارتداء الملابس ذات اللّون الوردي في بعض الدول خلال شهر تشرين الأول/ اكتوبر , لا تستغرب هذا المشهد ! فهذا اللون يُعتبر رمزاً عالمياً للتوعية بمرض سرطان الثدي (Breast Cancer). يُعد هذا المرض بمثابة هاجس مخيف يُقلق النساء بالدرجة الأولى وبحسب الإحصاءات فإن سرطان الثدي يصيب مايقدر بـ مليوني إمرأة سنوياً ويعتبر أحد أكثر أنواع السرطان المسبّب للوفيات بين النساء.

بداية: ما هو مرض سرطان الثدي ؟

  • تعرّفي على سرطان الثدي
    تعرفي على سرطان الثدي

إن كُنا لا نُعير الرموز الطبية (الملابس الوردية) الإهتمام في بعض بلادنا النامية, وجدت أنه من المفيد أن نقدّم للقارئ بعض المعلومات التوعوية عن هذه الحملة الصحية العالمية, لعلنا نساهم في نشر الثقافة الطبية بشكل مُبسّط وبدون الخوض في التفاصيل الدقيقة والتي نتركها للأطباء (أهل الإختصاص) في العيادة الطبية .

سرطان الثدي هو نُمو متسارع غير طبيعي للخلايا المُبطّنة لفصوص الثدي أو قنوات الحليب غالباً , وقد يتكوّن في جزء بسيط من الأنسجة. 
الكشف المُبكر عن وجود المرض لم يكن سهلاً فكان لابد من استصال كامل الثدي لتفادي إنتشار المرض حتى عام 1975 . 
أما اليوم فالأمر مختلف! نحن نعايش ثورة علمية ضخمة وأضحت جراحة استئصال الثدي بالكامل أمراً نادراً . يعود الفضل للأطباء والخبراء في مجال الكشف المبكر والعلاجات الحديثة مما قلّل من نسبة الوفيات الناتجة عن هذا المرض. نلفت نظر القارئ أن الرجال أيضاً معرّضون للإصابة بسرطان الثدي، ولكن بنسبة قليلة جداً . 

 

 

ما هي أعراض سرطان الثدي ؟

 أي تغيّر في شكل الثدي الخارجي أو الشعور بوجود كتلة ما يُعدّ بمثابة تحذير وعلامة فارقة تستدعي الذهاب إلى الطبيب  في أقرب وقت ممكن. الفحص السريري السريع مهم لتحديد ما إن كانت هذه الأعراض لمرض سرطان الثدي أو لتشخيص حالة أخرى, فإن كانت هذه الأعراض لسرطان الثدي فإن العلاج سيكون أسهل وأسرع لأن المرض لازال في مراحله الأولى والعلاج مُمكن بدون التدخل الجراحي.

 

 

من الأعراض التي ممكن ان تلحظينها :

1-   كتلة أو كثافة في نسيج الثدي وغير مسببة للألم.

 

2-   تراجع الحلمة , أو تسنّنها.

 

3-   تغيير في شكل أوحجم الثدي.

 

4-   تغيير في شكل الجلد (يصبح الجلد متجعّد على سطح الثدي) كذلك إحمرار الجلد.

 

ثمّة سيدات يخفن من زيارة الطبيب عندما يُلاحظن هذه التغيّرات, كوني على ثقة سيدتي بأن الخوف هو عدوك الأول وليس المرض , توجهي لأقرب مركز صحي أو عيادة طبية . فلا يمكنك أن تشعري بالإطمئنان إلا باستشارة الطبيب . 
كوني متأكدة بأن  فرصة العلاج دائم تكون أكبر طالما تمّ الكشف عن المرض مبكراً, فالأمل بالعلاج والشفاء دائماً موجود .

 

 

 

 ماهي الإجراءات الأولية التي يتبعها الطبيب في التشخيص ؟

 

 عادة ما يتم الكشف عن الكتلة ( المجهولة السبب ) في المنزل حين تقوم السيّدة بالفحص الذاتي أو بمحض الصدفة . الفحص الذاتي مهم جداً ومن الضروري إجراؤه وبانتظام ابتداءً من سن العشرين!

 

هذا الفحص يعرّفك على بُنية الأنسجة والغدد الموجودة بالثدي ومع التكرار سيتسنى لك اكتشاف أي علامة أو كتلة جديدة قد تكون بداية الإصابة بسرطان الثدي .

 

في العيادة سيقوم الطبيب بإعادة فحص الثدي والبحث عن الكتل أو الأنسجة التي شعرت بتغيرها في المنزل , كما سيقوم بفحص الغدد اللمفاوية في منطقة الإبط . 
وبالتأكيد سيسألك الطبيب عن التاريخ العائلي، بمعنى ( هل هناك حالة إصابة بسرطان الثدي في العائلة ؟ ) الإجابة على السؤال مهمة في مرحلة التشخيص السريري .

 

 

إن تبيّن للطبيب أن الكتلة أو تغيير شكل الثدي قد يدل على المرض فسيقوم بوصف التصوير الاشعاعي للثدي (Mammography) والذي يعتبر الفحص الأكثر ثقة للكشف المبكر عن سرطان الثدي, من المهم توجيه النصيحة للنساء اللّاتي بلغن الأربعين عاماً بإجراء هذه الصورة كل ثلاث سنوات . 
ومن الممكن أيضاً أن يقوم الطبيب بأخذ عيّنة (خزعة ) للتحليل إن تطلّب الأمر. 
فنتيجة الخزعة تعدّ الفيصل الأساس للتأكيد على الإصابة، وما إن كانت المريضة بحاجة لعملية جراحية أم لا. وبالتأكيد نحن لن نخوض في تفاصيل هذه الإجراءات فهي متعددة قد تصلّ للتشخيص الوراثي الجيني , لذلك نوكلها دائماً للأطباء المختصّين في العيادة الطبية . 

 

 

 

ماهي العوامل التي تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي ؟

 إنه السؤال الأكثر شيوعاً في العيادة, نعم فتجنّب هذه العوامل يعدّ بمثابة الوقاية من خطر الإصابة بسرطان الثدي. 
وللتوضيح: عوامل الخطر تزيد من فرصة الإصابة بسرطان الثدي لكن هذا لا يعني أنك بمأمن إن لم تتعرضي لهذه العوامل !

 

فالعوامل ليست مسبّباً رئيسياً للمرض لكنها ترتبط بزيادة إحتمال الإصابة بالمرض , فهناك سيدات وعلى الرغم من كونهن لم يتعرضن لهذه العوامل إلاّ أنهن أصبن بسرطان الثدي, إذاً ما هي أهمية هذه العوامل ؟

 

تكمن أهميتها في تحفيز النساء على الإهتمام بأنفسهن ومراجعة الطبيب من حين إلى آخر. فالوقاية أو الإكتشاف المبكر للمرض هو الهدف، وسنذكر أهمها - الجنس ( كونك أنثى , العامل الهرموني يلعب دوراً مهماً ). 

 

- العمر : يزداد خطر الإصابة بسرطان الثدي كلما تقدمت بالعمر.

 

- وجود إصابة بسرطان الثدي في سجل التاريخ العائلي.

 

- حدوث طفرة جينية لمورثات سرطان الثدي.

 

- كثافة عالية في أنسجة الثدي ( يُكشف عنها بتصوير الماموجرام (Mammography)) 

 

- تكرار التّصوير بالأشعة السينية x-ray (إمّا بسبب مشاكل في العظم أو بسبب علاج مرض ( هودجكن ) في مُقتبل العمر).

 

- إن كان هناك إصابة سابقة بالسرطان وتحديداً سرطان الثدي أو المبيض .

 

- إنقطاع الدورة الشهرية بعد سن الخامسة والخمسين.

 

- زيادة الوزن بعد انقطاع الدورة الشهرية أو حتى عند البالغات.

 

- بلوغ الفتاة في سنّ مبكر.  

 

- الإنجاب: إن عدم الإنجاب يعدّ عاملاً مهماً وكذلك الإنجاب الأول بعد سن الخامسة والثلاثين .

 

-زيادة في كثافة العظم.

 

-الكحول : إن تم تناوله أكثر من مرة يومياً.

 

-إستخدام حبوب منع الحمل سواء في فترة سابقة أو خلال الإصابة كذلك الامر بالنسبة للعلاجات الهرمونية التي تجمع بين ( الإستروجين والبروجسترون ).

 

-بعض العادات الخاطئة ( التدخين , سوء التغذية ). 

 

 

 

الوقاية من سرطان الثدي :

تعتمد الوقاية من هذا المرض على اتجاهين أساسيين :

 

الإتجاه الأول يتركز على تغيير نمط الحياة للتقليل من إحتمال الإصابة بالمرض, نذكر بعض الأمثلة :

 

- المحافظة على ثبات الوزن.

 

- ممارسة الأنشطة الرّياضية بانتظام.

 

- تجنّب العلاج الهرموني لفترات طويلة.

 

- اعتماد نظام غذائي غنيّ بالألياف.

 

- استخدام زيت الزيتون واعتماده بمعظم وجبات الطعام.

 

-  تجنّب استخدام المبيدات الحشرية.

 

-  تجنب شرب الكحول.

 

أما الإتجاه الثاني فيعتمد على الجراحة أو تناول بعض الأدوية والتي لن نتطرّق إلى تفصيلها وسنترك هذه المهمة  للطبيب داخل العيادة .

 

على الرغم من تطوّر أنواع العلاجات سواء على صعيد الأدوية, الجراحة أو الأشعة إلاّ أن مهمة إبلاغ سيدة بإصابتها بمرض سرطان الثدي تُعد مهمة ثقيلة وتجربة صعبة جداً . 
بادري إلى إجراء الفحوصات اللازمة في سنّ مُبكرة ففي تقرير تم نشره في المجلة الدورية (علم الأورام) أكّدت تراجع نسبة الوفيات بسرطان الثدي خلال السنوات القليلة الماضية, ويعود الفضل في ذلك للكشف المبكر للمرض .