ما الذي يغذّي التنمر وكيف تتم مواجهته؟

نتعرّف في هذا التقرير على مفهوم التنمر، أسبابه، أنواعه، وأشكاله. والذي ينتج عن عدة عوامل اجتماعية وتربوية وحتى نفسية، ومؤخراً خرجت حملات واسعة حول العالم، وعلى مواقع التواصل خصوصاً، لمكافحة التنمر.

  • ما الذي يغذّي التنمر وكيف تتم مواجهته؟
    ما الذي يغذّي التنمر وكيف تتم مواجهته؟

التنمر هو السلوك المتكرر الذي يهدف إلى إيذاء شخص ما إما عاطفياً أو جسدياً، قد يكون ذلك باستخدام الكلمات المنطوقة والعنف الجسدي والعواطف أو الإنترنت، لذلك خصصنا هذا المقال للحديث بشكل واضح عن أسبابه وكيفية تجنبه.

أسباب التنمر

لا يوجد سبب معين يفسر لماذا يحدث التنمر، إذ يمكن أن يكون الأطفال والبالغين متنمرين لعدد من الأسباب، منها:

- ربما لأنه قد تعرض الكثير منهم للتنمر.

- في بعض الأحيان يمكن أن يكون تعبيراً عن الغضب أو الإحباط بسبب المشاكل لديهم، مثل مشاكل في المنزل أو في المدرسة أو العمل.

- يمكن أن يكون نتيجة للتربية السيئة، حيث أن بعض الناس لم يتم تعليمهم أن يهتموا بمشاعر الآخرين او يحترموها. 

- قد تؤثر الألعاب العنيفة أو الأفلام على سلوك بعض الناس وتجعلهم أكثر تنمراً خاصة مع انتشار الألعاب الالكترونية، التي يمكن اقتناؤها عبر الانترنت من قبل الاطفال مثل متاجر أمازون أو نون أو كوبونيا.

- وقد يكون سلوكاً يسعى إلى جذب الانتباه بالنسبة للبعض، على سبيل المثال إذا لم يحصل على ما يكفي من الرعاية والاهتمام في المنزل أو في أي مكان آخر. 

- بينما يجد آخرون أنفسهم في موقع قوة من دون مهارات لاستخدامها بحكمة.

- وفي بعض المدارس وأماكن العمل لا توجد ثقافة احترام للآخرين.

- في كثير من الأحيان يكون المتنمر شخصاً ضعيفاً مثل ضحيته ويحتاج إلى دعم ومساعدة بالقدر نفسه.

التنمر في الإسلام

لقد حذر الإسلام من أن يقوم المرء بذلك السلوك العدواني المعروف بالتنمر، حيث نهى الله تعالى عن ذلك في قوله: "وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ"، ولم يغفل الإسلام أبداً عن أثر ذلك السلوك الجسدي والنفسي لذلك قامت دار الإفتاء بتوضيح تحريم التنمر شرعاً.

التنمر الإلكتروني

  • في حالة التنمر الالكتروني، ينبغي نصح الأشخاص من أي سن بعدم الرد على المشاركات المؤذية
    في حالة التنمر الالكتروني، ينبغي نصح الأشخاص من أي سن بعدم الرد على المشاركات المؤذية

يحدث التنمر عبر الإنترنت من خلال الوسائل الإلكترونية، من خلال الهواتف وتطبيقات الاندرويد والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر، كما يمكن أن يحدث التنمر في المدرسة والمنزل والعمل، وهو يسبب التعاسة والأذى للصحة البدنية والعقلية، سواء في ذلك الوقت أو في المستقبل للشخص الذي يتعرض للتنمر. 

وفي حالة التسلط عبر الإنترنت، ينبغي نصح الأشخاص من أي سن بعدم الرد على المشاركات المؤذية، وأن عليهم الاحتفاظ بالأدلة مثل المحادثات أو المكالمات المسجلة، وينبغي حسب الحالة إبلاغ أحد المدرسين أو الوالدين أو الشرطة، وأحيانا قد يكون من المناسب أيضًا الإبلاغ عن التنمر إلى شبكة التواصل الاجتماعي أو الموقع الإلكتروني المستخدم، بالإضافة إلى حظر الأرقام أو عناوين البريد الإلكتروني لمنع تلقي رسائل مؤذية.

أنواع التنمر

  • تتعدد أشكال التنمر كالتنمر الجسدي واللفظي والجنسي
    تتعدد أنواع وأشكال التنمر، كالتنمر الجسدي واللفظي والجنسي

1. التنمر البدني ويشمل الركل والضرب واللكم والصفع والدفع وغيرها من الاعتداءات الجسدية.

2. التنمر اللفظي وهو استخدام الإهانات التي لا هوادة فيها للتقليل من شأن شخص آخر وإيذاءه. 

3. التنمر العاطفي وهو نوع من التلاعب الاجتماعي يحدث من قبل المراهقين في محاولة لإيذاء أقرانهم أو تخريب وضعهم الاجتماعي.

4. التسلط عبر الإنترنت، ويحدث هذا عندما يستخدم مراهق الإنترنت أو الهاتف الذكي أو غيرها من التقنيات لمضايقة شخص آخر أو تهديده أو إحراجه أو استهدافه. 

5. التنمر الجنسي وهو نوع من الأفعال المتكررة والضارة والمهينة التي تستهدف الشخص جنسيًا، ومن الأمثلة على ذلك المكالمات الجنسية، والتعليقات الفظة، والإيماءات المبتذلة.

أشكال التنمر

  • من بين أشكال التنمر الدعوة بأسماء منبوذة.
    من بين أشكال التنمر الدعوة بأسماء منبوذة.

يأخذ التنمر أشكالاً عديدة تتضمن ما يلي:

- الاعتداء الجسدي.

- الإغاظة.

- التهديد

- الدعوة بأسماء منبوذة.

- استبعاد شخص من مجموعة وعدم دعوته.

- نشر شائعات غير صحيحة عن شخص ما.

- الأضرار التي تلحق بالممتلكات أو الأعمال المدرسية.

التسلط عبر الإنترنت، مثل التنمر الذي يجري من خلال الهواتف المحمولة أو عبر الإنترنت، حيث يحدث التسلط من خلال مواقع الشبكات الاجتماعية، وتطبيقات المراسلة الفورية، ومواقع الألعاب أو البريد الإلكتروني، على سبيل المثال:

- إرسال أو نشر رسائل مسيئة أو مهينة.

- نشر معلومات خاطئة عن شخص ما.

- نشر صور لإحراج أو إذلال أو السخرية من شخص ما.

- توزيع صور أو مقاطع فيديو لشخص يتعرض للهجوم أو الإهانة.

- التعقب الإلكتروني وهو استخدام الإنترنت لمطاردة أو مضايقة فرد.

- التصيد: وهو نشر رسائل مسيئة لإثارة الناس أو التسبب في اضطراب، لكنه ليس دائماً بغرض التنمر وإنما قد يكون في بعض الحالات.

التنمر في مكان العمل، على سبيل المثال:

- العدوان وجهاً لوجه، أو إلكترونياً.

- الإهانة المستمرة أو السخرية أو النقد أمام الآخرين.

- نشر الشائعات المغرضة.

- تغيير مجالات المسؤولية دون سبب مبرر وإعطاء الناس مهام مهينة غير لائقة.

- تعمد ترك شخص خارج المناقشات أو القرارات.

- رفض فرص التدريب أو الترقي دون مبرر.

التنمر موضوع

لا شك ان التنمر هو سلوك بشع يجب التصدي له بقوة، لذلك عند التعرض لذلك الموقف لا بد من القيام بإجراءات حاسمة، وأهم شيء نفعله هو إخبار شخص ما في السلطة أو المدارس أو أماكن العمل لأنه يتسبب كمية كبيرة من العواقب الصحية، والطريقة الحقيقية الوحيدة لعلاجه هي وقف هذه التنمر.

بالنسبة للتنمر في المدرسة، يجب على الأطفال أو المراهقين أو والديهم الاتصال بالمعلم لمناقشة الوضع وتأثيره، حيث تلتزم المدارس بموجب القانون بسياسات مكافحة التنمر، لكن ليس من الأفضل للوالدين أنفسهم أن يتعاملوا مباشرة مع الشخص الذي قام بالتنمر، وإنما يمكن لهم المساعدة من خلال الدعم والرعاية والعمل مع المدرسة للتعامل مع هذه القضية، كما ينبغي للمدارس أن تكون داعمة وأن تعمل على وضع خطة لوقف هذا السلوك، وينبغي على المدرسة أيضا أن تتخذ الترتيبات اللازمة لتقديم المشورة للتعامل مع هذه الحالة لمنع التنمر الذي يؤثر على الصحة الحالية، كما ينبغي أن تساعد على منع حدوثه مرة أخرى في المستقبل.

التنمر بالفرنسية:

التنمر بالفرنسية Les brimades وهو سلوك عدواني متكرر، يهدف إلى إيذاء شخص آخر أو مجموعة من الأشخاص، وهو أمر شائع في المدارس ولكن يمكن أن يكون مشكلة في العمل في حياة الكبار أيضاً. 

علاج التنمر

  • تساعد القوانين المتعلقة بالتمييز والمضايقة أيضاً على محاولة منع التنمر
    تساعد القوانين المتعلقة بالتمييز والمضايقة أيضاً على محاولة منع التنمر

يطلب القانون من المدارس وأماكن العمل أن يكون لديها خطط للمساعدة في علاج ومنع التنمر، وغالباً ما يكون لدى المدارس مشاريع لمكافحته، حيث يتم تعليم الأطفال كيفية التعرف على التنمر لمساعدتهم على عدم الانضمام إذا وجدوا أنفسهم كمتفرجين حيث يتنمر الآخرون، وفي الوقت نفسه يجب أن يعرفوا سياسة المدرسة حول هذا السلوك حتى يعرفوا ما يجب القيام به إذا صادفوه. 

وينبغي تدريب الموظفين على إدارة حالات التنمر، وقد يحتاجون أيضاً إلى التدريب حتى يتمكنوا من مساعدة الأطفال المعرضين لخطر التنمر بسبب الاحتياجات الخاصة على سبيل المثال، فضلا عن ذلك هناك حاجة إلى نشر جو من الاحترام لبعضنا البعض، لا يهم فيه إذا كان الناس مختلفين.

 وعلى نطاق أوسع تساعد القوانين المتعلقة بالتمييز والمضايقة أيضاً على محاولة منع التنمر، وفي المنزل يمكن للآباء ومقدمي الرعاية تعزيز التعلم حول الاستخدام الآمن للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي يتم تدريسها في المدرسة، وتأكيد تعليم الأطفال على أنه ينبغي لهم:

- الحفاظ على خصوصية المعلومات الشخصية.

- عدم نشر أي صور أو تعليقات أو معلومات قد تكون ضارة لنفسها أو للآخرين.

-  لا يمكن كتابة أي شيء عبر وسائل الاعلام الاجتماعية لا يستطيع قولها وجها لوجه.

- عدم الاستجابة للتسلط عبر الإنترنت، وإذا حدث ذلك ينبغي حفظ الأدلة لإظهارها لأحد الوالدين أو المعلم.

- إخبار الوالدين إذا كانت هناك أي اتصالات مقلقة عبر الإنترنت.