تقرير: طائرات الـ "أف-16" لن تغير مسار الحرب في أوكرانيا

طائرات "أف-16" التي تنتظر أوكرانيا وصولها بشدة، لن تُغير بشكل أساسي مسار الحرب الدائرة فيها، كما تُشير مجلّة "Responsible Statecraft"، فأي تساؤلات تثيرها المجلّة؟

  • طيارو القوات الجوية الأميركية أثناء تجهيز طائرة
    طيارو القوات الجوية الأميركية أثناء تجهيز طائرة "F-16 Fighting Falcon"، في قاعدة "ميساوا" الجوية في اليابان.

تناولت مجلّة "Responsible Statecraft" الإلكترونية، التابعة لمعهد "كوينسي للدراسات" الأميركي، موضوع  إعطاء الرئيس الأميركي، جو بايدن، الضوء الأخضر لحلفاء واشنطن لتسليم مقاتلات "أف-16" الأميركية إلى أوكرانيا، واصفةً موقف بايدن بهذا الخصوص بـ"المتقلب".

وتساءل كاتب مقال المجلّة، دانيال إل دافيس، الخبير العسكري والعقيد السابق في الجيش الأميركي، بشأن حقيقة مدى فاعلية الطائرة الأميركية.

وأعطت إدارة بايدن ضوءاً أخضر لحلفائها وشركائها الغربيين، لنقل جزءٍ من مخزوناتهم من طائرات "أف-16" المقاتلة أميركية الصنع إلى أوكرانيا، وذلك بعد أن مهّدت الطريق أمامهم لذلك، كما أضافت أنّ الولايات المتحدة ستساعد في تدريب الطيارين الأوكران على التحليق بها.

وأشاد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بما وصفه بـ "القرار التاريخي" لواشنطن، ورغم ذلك فإنّ التقييم الواقعي لإمكانية نقل المقاتلات، والمشكلات المرافقة له، لا بدَّ أن يخفف من التوقعات، بحسب ما أوضحت الصحيفة.

موقف أميركي مُتقلِّب يثير التساؤلات

يُذكر أنّ زيلينسكي طالب بطائرات مقاتلة غربية منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في شباط/فبراير 2022، لكنّ الولايات المتحدة رفضت الخطوة سابقاً، ومن غير الواضح سبب اختيار بايدن الآن، بعد 15 شهراً من الحرب، الموافقة على النقل، والذي قال عنه سابقاً إنّ "أوكرانيا لم تكن بحاجة إليه".

كما أشار كاتب المقال إلى تغير موقف إدارة بايدن، بشأن قضية تزويد القوات الأوكرانية بالطائرات المتطورة، مؤكّداً أنّ أقل ما يمكن أن يفعله مثل هذا التقلّب، هو إثارة العديد من الأسئلة، أبرزها حول مدى فعالية الطائرة في "مساعدة أوكرانيا على الفوز في حربها"، لافتاً إلى أنّه يبدو واضحاً أنّ الإجابة غير مشجعة.

كما أوضح أنّه بالنسبة إلى المبتدئين، فإن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً، لتدريب الطيارين الأوكرانيين وطواقم الصيانة بشكل مناسب، وذلك حتى يتمكنوا من "توجيه الطائرات إلى القتال وإبقائها فعّالة وصالحة للطيران".

واستحضر دافيس تصريحاً أدلى به وكيل وزارة الدفاع الأميركية، كولن كال، في شباط/فبراير الماضي، وكشف فيه أنّ "الأمر سيستغرق ما بين 18 و 24 شهراً لتدريب الطيارين الأوكران وطواقم الصيانة، وشراء هياكل الطائرات، وتسليمها في الموقع للاستخدام".

كذلك، لفت الكاتب إلى أنّه يجب على الغرب وأوكرانيا، أن يخففوا من توقعاتهم، بشأن ما سيفعله الاستحواذ على هذه المقاتلات في جهود أوكرانيا الحربية، من الناحية التكتيكية، حسب الخبير العسكري، مؤكّداً أنّه حتى الطائرات التي تطلبها أوكرانيا لن تغير مسار الحرب بشكلٍ جذري.

وشدّد الكتاب، على أنّه من الصعب رؤية كيف أنّ إرسال عدد من طائرات "أف-16" إلى أوكرانيا، سيغير بشكل مادي واضح نتيجة الحرب، أو حتى يعزز مصالح أميركا في المنطقة.

وطالب المقال، بأن تبدأ واشنطن في التركيز بشكل أكبر على الوسائل الملموسة، لحماية مصالحها وإنهاء الحرب في أوكرانيا، وبدرجةٍ أقل على عمليات تسليم "الأسلحة غير المهمة"، والتي لا يبدو أنّها جزء من أي استراتيجيةٍ متماسكة.

والجدير بالذكر، بأنّ الرئيس الأميركي تلقى "تأكيداً قاطعاً"، من نظيره الأوكراني، بعدم استخدام الطائرات الأميركية المقاتلة "أف-16"، والتي سيقدمها الغرب كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، في الدخول إلى المجال الجوي الروسي، ما يُعزّز الطرح الذي تقدّمه المجلّة.

اقرأ أيضاً: "سيل" المساعدات العسكرية الأوكرانية استنزاف خطير للمخزونات الأميركية

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك