عمليات الإجلاء من كابول تدخل مرحلتها الأخيرة وسط خشية من هجمات جديدة

وتيرة عمليات الإجلاء من أفغانستان تراجعت في الأيام الأخيرة، والرئيس الأميركي جو بايدن يحذر من هجوم "محتمل جداً" على مطار كابول يوم الأحد أو الإثنين.

  • مشاة البحرية الأميركية عند نقطة تفتيش مراقبة الإخلاء في مطار حامد كرزاي الدولي في كابول - في آب2021
    مشاة البحرية الأميركية عند نقطة تفتيش مراقبة الإخلاء في مطار حامد كرزاي الدولي في كابول 

دخلت عمليات إجلاء الأجانب والأفغان من أفغانستان، اليوم الأحد، مرحلتها الأخيرة في مطار كابول، قبل يومين من الانسحاب الأميركي الكامل المرتقب، وسط خشية من وقوع هجوم جديد.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم، لشبكة "إيه بي سي" الأميركية، أنه لا يزال هناك "300 أميركي أو أقلّ" ينبغي إجلاؤهم من أفغانستان، مشيراً إلى أن بلاده تعمل "بشكل نشط خلال هذه الأيام والساعات لإخراج هؤلاء الأشخاص". 

وبعد الهجوم الانتحاري الذي تبنّاه "داعش-خراسان"، والذي أودى بـ13 جندياً أميركياً ونحو 100 أفغاني من بين آلاف تجمّعوا أمام المطار لمحاولة مغادرة البلاد، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من هجوم "محتمل جداً" على مطار كابول يوم الأحد أو الإثنين.

ومنذ العودة المفاجئة لحركة "طالبان" منتصف آب/أغسطس إلى الحكم، وهزيمة الجيش الأفغاني الذي كان مدعوماً من الأميركيين وحلفائهم، قبل أن يبدأ هؤلاء انسحابهم، غادر نحو 114,400 شخص البلاد في طائرات استأجرتها خصوصاً الدول الغربية، بحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن البيت الأبيض.

وتراجعت وتيرة عمليات الإجلاء في الأيام الأخيرة، فيما أعلنت دول أوروبية عديدة، من بينها بريطانيا وفرنسا، إنهاء عملياتها للإجلاء، مع ترقّب الانسحاب الأميركي الكامل في الـ 31 من آب/أغسطس، بعد حرب دامت 20 عاماً ضد "طالبان".

وتثير هذه المدة القصيرة خشية من عدم التمكن من إجلاء قسم من الأفغان الذين يقولون إنهم مهددون من جانب "طالبان"، خصوصاً الذين كانوا يعملون مع قوات أو مدنيين أجانب خلال العقدين الأخيرين.

الأمم المتحدة تدعو إلى اجتماع لبحث الوضع في أفغانستان

ووجّهت الأمم المتحدة دعوة إلى اجتماع يوم الإثنين المقبل، للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، لبحث الوضع في أفغانستان.

بدوره، دعا البابا فرنسيس في روما، اليوم الأحد، إلى مواصلة مساعدة الأفغان، آملاً "تعايشاً أخوياً وسلمياً" في البلاد.

وقال إنه يتابع "بقلق بالغ الوضع في أفغانستان، وأتشارك الآلام مع من يبكون الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم في الهجمات الانتحارية التي وقعت الخميس الماضي، والذين يبحثون عن المساعدة والحماية"، بحسب ما نشره موقع الفاتيكان بالعربية.

وسُمع بعد ظهر اليوم الأحد دوي انفجار في العاصمة الأفغانية، ما أثار خشية في البداية من أن يكون ذلك هجوماً جديداً.

لكن البنتاغون أفاد بأن الولايات المتحدة نفّذت ضربة "دفاعية" بواسطة طائرة من دون طيار استهدفت آلية مفخخة، بهدف "القضاء على تهديد وشيك للمطار، مصدره تنظيم داعش ــ خراسان".

وقال المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، بيل أوربان، "نحن واثقون من ضرب الهدف، نتأكد من احتمال سقوط ضحايا مدنيين"، مضيفاً أن "انفجارات ثانوية مصدرها الآلية أظهرت وجود كمية كبيرة من المواد المتفجرة".

وفي سياق متصل، يتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الأحد، الى قاعدة ديلاوير العسكرية لاستقبال رفات العسكريين الأميركيين الـ13 الذين قتلوا في الهجوم الانتحاري، يوم الخميس، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

وردّ الجيش الأميركي على الهجوم بشنّ ضربة جوية بواسطة طائرة من دون طيار، وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون على إثرها، يوم أمس السبت، مقتل "هدفين مهمين" في التنظيم، هما من "المخططين" و"العملاء".

مع بدء الولايات المتحدة تطبيق خطة الانسحاب من أفغانستان، بدأت حركة "طالبان" تسيطر على كل المناطق الأفغانية، وتوجت ذلك بدخولها العاصمة كابول، واستقالة الرئيس أشرف غني ومغادرته البلاد. هذه الأحداث يتوقع أن يكون لها تداعيات كبيرة دولياً وإقليمياً.

اخترنا لك