• 

قضى 78 شخصاً، اليوم الأربعاء، في غرق مركب يقل "مئات" المهاجرين، قبالة سواحل جنوب غرب اليونان، في واحد من أسوأ حوادث الغرق في هذا البلد.

وأعلن خفر السواحل، أنّ مركب الصيد الذي كان يحمل الضحايا، انقلب في المياه الدولية، قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية.

وأضاف أنّ عملية الإنقاذ التي بدأت صباح اليوم أدّت إلى إنقاذ 104 أشخاص، نُقل 4 منهم إلى مستشفى في بلدة كالاماتا في جنوب بيلوبونيز.

وعرضت قنوات تلفزيونية يونانية صور ناجين يضعون بطانيات رمادية على أكتافهم وأقنعة صحية على وجوههم وهم ينزلون من يخت أنقذهم يحمل اسم "جورج تاون"، فيما تمّ حمل آخرين على نقّالات.

ولم يتم تقديم أي تفاصيل حتى الآن عن جنسية الضحايا وجنسهم وأعمارهم.

لا سترات نجاة

وقال خفر السواحل، إنّ المأساة وقعت، ليل الثلاثاء الأربعاء، على بعد 47 ميلاً بحرياً من بيلوس في البحر الأيوني، ولم يكن أيّ من ركاب قارب الصيد يرتدي سترة نجاة.

وكشفت سلطات الموانئ اليونانية، في بيان، أنّ القارب شوهد، بعد ظهر الثلاثاء، من طائرة تابعة لوكالة مراقبة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، لكنّ المهاجرين الذين كانوا على متنه "رفضوا أي مساعدة".

وشاركت في عملية الإنقاذ فرقاطة من البحرية اليونانية وطائرة ومروحية من سلاح الجو و6 سفن كانت تبحر في المنطقة، فضلاً عن زوارق شرطة الميناء.

وأفادت المعلومات الأولية، التي أعلنتها السلطات، أنّ القارب أبحر من ليبيا في اتجاه إيطاليا.

مراكب منكوبة

بدورها، تحمّل منظمات غير حكومية ووسائل إعلام أثينا مسؤولية غرق العديد من المراكب في بحر إيجه، وتتهمها بإبعاد المهاجرين في البحر منعاً لوصولهم إلى اليابسة حيث يقدّمون طلبات لجوء.

وإلى جانب هذا الطريق البحري، يحاول مهاجرون المرور مباشرةً إلى إيطاليا عن طريق عبور البحر الأبيض المتوسط من جنوب شبه جزيرة بيلوبونيز وجزيرة كريت.

من جهتها، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، أمس الثلاثاء، أنّ نحو 3800 شخص لقوا حتفهم على طرق الهجرة داخل ومن شمال أفريقيا وغرب آسيا في عام 2022، وهي أعلى حصيلة  منذ العام 2017.

كذلك، ذكرت المنظمة أنّ 441 مهاجراً قضوا في وسط البحر الأبيض المتوسط، خلال الربع الأوّل من عام 2023، ليكون بذلك الأكثر دموية بالمقارنة بالفترة نفسها منذ عام 2017.

وفي السياق، أفادت شرطة الميناء اليونانية أنّه تمّ صباح اليوم الأربعاء، إنقاذ قارب شراعي منكوب يحمل 80 مهاجراً قبالة جزيرة كريت وسحبه بواسطة زوارق خفر سواحل إلى كالوي ليمينس في جنوب الجزيرة.

وأعلن حزب "الديمقراطية الجديدة" إلغاء تجمع انتخابي لرئيس الوزراء السابق كيرياكوس ميتسوتاكيس في مدينة باتراس الساحلية الواقعة في هذه المنطقة من بيلوبونيز، فيما تستعد اليونان لإجراء انتخابات تشريعية في 25 حزيران/يونيو الجاري.

وتحدّث ميتسوتاكيس، عبر الهاتف، مع رئيس الوزراء المؤقت يوانيس سارماس، علماً أنّ الأوّل تبنّى خلال السنوات الـ4 التي قضاها على رأس الحكومة سياسة صارمة للغاية بشأن الهجرة.

يذكر أنّ اليونان شهدت العديد من حوادث غرق قوارب المهاجرين التي غالباً ما تكون متداعية ومحمّلة أكثر من طاقتها، لكن هذا أعلى عدد من الخسائر البشرية منذ حادثة سابقة في 3 حزيران/يونيو 2016، قضى خلالها وفُقد نحو 320 مهاجراً.

اقرأ أيضاً: اليمين الحاكم في اليونان يحقّق فوزاً كبيراً في الانتخابات التشريعية