"لو موند": بعد أفغانستان والنيجر.. الغرب مجبر على الاستسلام أمام صعود الجنوب

صحيفة "لوموند" الفرنسية تتحدث عن أنّ القوة الغربية باتت تضطر لسحب قواتها العسكرية من البلد الذي كانت فيه والاستسلام، في حين تفرض دول الجنوب نفسها بشكلٍ واضح.

  • الانسحاب الأميركي من أفغانستان
    انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان

قالت صحيفة "لو موند" الفرنسية، إنّه بعد مرور عامين على انسحاب الأميركيين من أفغانستان، تضطر قوة غربية أخرى إلى سحب قواتها العسكرية من البلد الذي كانت فيه. انسحبت فرنسا من النيجر، حيث اعتقدت أنها ستجد ملاذاً لقواتها التي تم طردها بالفعل من مالي.

وتحدّثت الصحيفة أنّه سواء كان الانسحاب منظماً أو فوضوياً، ومهما كان حجمه، فإنّ الرسالة التي تحملها هذه الانسحابات تظل كما هي: "تراجع القوة الغربية"، وهو ما يشير إلى فشل تدخلاتها العسكرية في بلدان الجنوب.

وأضافت أنّ الانسحاب ليس عسكرياً فقط، بل على الجبهتين الدبلوماسية والسياسية، وأنّ الغرب "مجبر أيضاً على الاستسلام".

ورأت "لو موند" أنّ عام 2023 يمثّل "صحوة قسرية"، وأنّ هذه الملاحظة لم يعد من الممكن تجاهلها، مبيّنة أنّ "الجهات الفاعلة الرئيسية في الجنوب لم تعد تتوافق مع رواية اللاعبين الرئيسيين في الشمال".

وأشارت الصحيفة إلى قول، هابيمون جاكوب، الأستاذ في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي، إنّ "الغرب يدرك أن أنديته الحصرية لم تعد قادرة على حل جميع مشاكل العالم".

حان وقت إعادة التوازن

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنّ هذا الاتجاه ليس جديداً، لكن "الحرب في أوكرانيا أدت إلى تفاقمه... لقد استغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يتقبّلوا (الغرب) الحقيقة: فلم تكن صدمتهم غير عالمية فحسب، بل إن إصرارهم على وضع أوكرانيا في طليعة الدراما العالمية تسبب بردود أفعال عكسية".

كذلك، أشارت إلى أنّ "الدول المترددة في احتضان الغضب الغربي لا توافق بالضرورة على سلوك روسيا، لكن الكثيرين يعتبرونها مثالاً مثالياً للخطاب المزدوج للقوى الشمالية غير المبالية بحروب الجنوب".

ووفقاً للصحيفة فإنّه بعد مرور 18 شهراً، لا يزال الموقف الغربي يتعرض للتقويض من جانب الجنوب الذي فرض نفسه بوضوح، موضحةً أن هذا الزخم كان واضحاً خلال 3 اجتماعات دولية جرت في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر عبر قمة مجموعة البريكس وقمة مجموعة العشرين وافتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وذكرت الصحيفة أنّ "الدول المتقدمة تباطأت لفترة طويلة في تطوير نظام دولي بنته بنفسها ولأجلها، حيث تم تمثيلها بشكلٍ زائد، في حين تحوّل التوازن العالمي.. كما أنهم كانوا غير قادرين، أو غير راغبين، في تعلم الدروس المستفادة من الأزمة المالية في عام 2008 وتحقيق المزيد من آليات المساواة".

وختمت مقالها قائلة إنّ تلك الدول تدفع الثمن الآن. وإنّ فشلها في فرض رؤيتها للحرب في أوكرانيا أدى إلى التهرّب من العقوبات ضد موسكو، وهو ما سهّلته العديد من الدول، وبفضل ذلك أصبح الاقتصاد الروسي صامداً بشكلٍ أفضل مما كان متوقّعاً.

اقرأ أيضاً: "لو موند": انسحاب فرنسا القسري من النيجر سيكون أخطر ضربة لماكرون

اخترنا لك