أميركا تحيي ذكرى إنهاء العبودية وسط اضطرابات تثير ماضيها العنصري

عدة مآس وقعت خلال العام الحالي، دفعت الولايات المتحدة الأميركية نحو الشروع في إعادة النظر بالعنصرية التي طبعت ماضيها، ولا تزال ماثلة في المجتمع.

  • وسط الهتاف بشعار
    من المرتقب مشاركة الآلاف في عدة تظاهرات تمتد من نيويورك إلى لوس انجلوس لمناسبة الذكرى 155 لما يسمى بـ"جونتينث"

تحيي الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الجمعة، ذكرى "إنهاء العبودية"، في وقت تعم الاضطرابات البلاد على خلفية عنف الشرطة غير المبرر، ومن خلفه العنصرية والتمييز تجاه الأميركيين من ذوي اليشرة السوداء.

ومن المرتقب مشاركة الآلاف في عدة تظاهرات تمتد من نيويورك إلى لوس انجلوس لمناسبة الذكرى 155 لما يسمى ب"جونتينث" (دمج حزيران/يونيو و19 وفق لفظهما بالانكليزية)، وهو اليوم الذي أدرك خلاله "العبيد" في غالفستون في تكساس أنّهم صاروا أحراراً.

غير أنّ عدة مآس وقعت خلال العام الحالي، دفعت بالبلاد نحو الشروع في إعادة النظر بالعنصرية التي طبعت ماضيها، ولا تزال ماثلة في المجتمع.

وكان أبرز تلك الأحداث، مقتل الأميركي ذو البشرة السوداء جورج فلويد اختناقاً في نهاية أيار/مايو في مدينة مينيابوليس، بعدما جثا شرطي  فوق عنقه لأكثر من 8 دقائق، وسط مناشداته المتكررة بعبارة "أعجز عن التنفس".

وأثار نشر المشهد كاملاً في مقطع فيديو سجّله مارة، صدمة في البلاد وتظاهرات هائلة رفضاً للعنصرية، واحتجاجاً على عنف الشرطة.

وقال شقيق جورج فلويد، فيلونيز، أمام جلسة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، "الحقيقة المؤلمة أنّ ما جرى لا يمثّل حادثة منفصلة"، موضحاً أنّ "الطريقة التي عذّب بها شقيقي ومقتله الذي وثقته كاميرا، يعكسان كيفية معاملة الشرطة للسود في الولايات المتحدة".

ووسط الهتاف بشعار "حياة السود مهمة"، تظاهر ملايين في الشوارع تنديداً بعدم المساواة. وألقت هذه التعبئة التي شابتها أعمال عنف ونهب، الضوء على أساليب قوات إنفاذ القانون تجاه الأقليات في البلاد وسلوكها الجائر.

وأججت الغضب حادثة شهدتها مدينة أتلانتا في 12 حزيران/يونيو، حينما أطلق شرطي أبيض رصاصتين على ظهر الأميركي-الأفريقي ريتشارد بروكس، الذي كان يحمل آلة صعق بيده ويحاول الفرار من الشرطة.

وتكررت الدعوات إلى إزالة نصب تكرّم جنرالات ومسؤولين كونفدراليين في زمن الحرب الأهلية (1861-1865)، وهي منتشرة في جنوب البلاد، وجرى هدم بعضها.

وبرغم المكاسب التي سجّلت في الخمسينيات والستينيات بفعل حركة الحقوق المدنية، فإنّ أقلية الأميركيين-الأفارقة (نحو 13% من السكان) تعدّ مهمشة، وتعاني من نسب فقر عالية وغير ممثلة بشكل منصف على المستوى السياسي.

وضاعفت أزمة تفشي وباء "كوفيد-19" هذا الواقع، إذ ارتفعت معدلات البطالة بين الأميركيين-الأفارقة بشكل كبير، وسط الشلل الذي أصاب الاقتصاد الأميركي. وفي ظل عمل الأميركيين-الأفارقة عموماً في أعمال أساسية ولكنّها منخفضة الأجور، كانوا أكثر عرضة في مواجهة الفيروس.

وأمرت زعيمة "الديموقراطيين" في الكونغرس نانسي بيلوسي، أمس الخميس، بإزالة صور لـ4 رؤساء سابقين لمجلس النواب لأنّهم انحازوا إلى أنصار الكونفدرالية.

وبرغم أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب ندد بمقتل فلويد وبروكس، لكنّه أضاع فرصة الظهور كرئيس جامع، فبدلاً من ذلك، انتقد المتظاهرين في عبارات عنصرية، ساكباً بذلك الزيت فوق النار من خلال دعوته إلى تجمع انتخابي واسع في تولسا بولاية أوكلاهوما، تزامناً مع ذكرى إنهاء العبودية.

ولا تزال ذاكرة هذه المدينة مطبوعة بذكرى واحدة من أسوأ أعمال الشغب العنصرية، إذ إنّها شهدت عام 1921 مقتل ما يصل إلى 300 أميركي-أفريقي على يد حشد من البيض.

ووصِف خيار ترامب بأنّه استفزازي، ما اضطره إلى إرجاء التجمع ليوم واحد.

نطق المواطن الأميركي الأفريقي جورج فلويد وهو يُخنق من قبل شرطي أميركي: "أريد أن أتنفس"، ومات فلويد خنقاً، آلاف الأميركيين يخرجون في تظاهرات يومية ومواجهات مع الشرطة وهم يرددون عبارة "فلويد"، ومعهم يردد العالم "نريد أن نتنفس".

اخترنا لك