قبرص تتهم تركيا بـ"تفجير" الوضع في شرق المتوسط.. وأنقرة: أثينا تكذب!

الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، يحذر من أن التوتر المتصاعد في المتوسط "يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها"، وأنقرة تتهم أثينا بالتهرب من المحادثات.

  • أنقرة مددت مهمة سفية
    أنقرة مددت مهمة سفية "عروش ريس" 3 مرات منذ أن أرسلتها للمياه المتنازع عليها في 10 آب/أغسطس الماضي

ندد الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، اليوم الجمعة، بـ"عدوانية" تركيا.

ودعا أناستاسيادس، إلى إجراء محادثات لحل خلاف بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز، محذراً من أن التوتر المتصاعد في المتوسط "يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأسرها".

وقال اناستاسيادس، إن "هناك عدوانية، مع نية للسيطرة على المنطقة برمتها بالفعل. لذا نشهد توتراً متزايداً والوضع الناجم متفجر جداً ويثير القلق"، مشيراً إلى إن جزيرته تواجه "وضعاً خطيراً للغاية".

ودان تصرفات أنقرة لما اعتبره "استفزازات" و"انتهاكات للقانون الدولي" تخرق "المنطقة الاقتصادية الحصرية" لقبرص، مشدداً على أن "مواصلة تركيا عمليات التنقيب غير القانونية أدت إلى العسكرة المكثفة لجوارنا".

ونوه الرئيس القبرصي إلى أنه إذا اتخذت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الخطوات اللازمة "يمكن أن نتفادى المزيد من التصعيد"، موضحاً أن بلاده "لا تريد أن تُفرض عقوبات على تركيا".

وقال "العقوبات ليست هدفنا. هدفنا أن نرى أنه من خلال حوار يمكننا التوصل لتسوية تكون متوافقة تماما مع ما ينص عليه القانون الدولي".

وحض تركيا على الموافقة إما على عرض القضية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، أو أمام تحكيم دولي، مؤكداً أن "عليهم أن يدركوا أن عليهم الالتزام بالقانون الدولي، وعدم تفسير القانون الدولي وفقاً لنهجهم التوسعي".

وأثنى الرئيس القبرصي أيضاً على "الموقف الحازم" لفرنسا خلال الأزمة الحالية، قائلاً إن باريس كانت "صوتاً رائداً لما يتعين على أوروبا القيام به لحماية الدول الأعضاء من هذه العدوانية".

في سياق متصل، اتهمت تركيا اليونان اليوم الجمعة، بـ"الكذب" للتهرب من الحوار، بعدما نفت أثينا الاتفاق على محادثات في حلف شمال الأطلسي مع أنقرة بشأن خفض التصعيد في شرق البحر المتوسط.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، إن "من يكذب ليس الأمين العام للناتو بل اليونان. هذا يظهر الوجه الحقيقي لليونان.. انها لا تريد الحوار"، مضيفاً أنه "من يعتقد أنه على صواب لا يتهرب من الحوار. اليونان تعلم أنها على خطأ. والدول الأوروبية تعرف ذلك أيضاً".

وفي مؤتمر صحفي، أكد تشاويش أوغلو أن الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، اتصل بالطرفين وحصل على الضوء الأخضر منهما قبل الإعلان عن المحادثات، مشدداً على "استعداد بلاده الدائم للحوار، بكن دون شروط مسبقة".

كما هاجم تشاويش أوغلو فرنسا متهماً إياها بـ"تشجيع" اليونان والتصرف "بشكل هستيري".

وتابع: "ننصح فرنسا بالتخلي عن هذا الموقف غير المجدي. نحن جزء من حلف شمال الأطلسي. على فرنسا أن تأتي وتناقش معنا طريقة العمل معاً. مثل هذا الموقف سيكون في مصلحة الجميع".

وفي وقت سابق اليوم، نفت اليونان أن تكون وافقت على إجراء محادثات بوساطة حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع تركيا، لتهدئة التوترات في شرق البحر المتوسط.

وأكد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن على تركيا "الكف عن تهديداتها" لليونان، قبل عقد أي محادثات.

وكان الأمين العام للناتو أكد، أمس الخميس، أن "اليونان وتركيا اتفقتا على الدخول في محادثات فنيّة لدى الحلف لإقامة آليّات لمنع الصدام".

وأضاف: "سأبقى على تواصل وثيق مع كافة الدول الحليفة ذات الصلة، من أجل إيجاد حل للتوتر، وذلك ضمن روح التضامن في الناتو".

ويتصاعد التوتر إزاء أنشطة التنقيب التركية في شرق المتوسط، وهو ما تعتبره قبرص وحليفتها اليونان انتهاكاً لسيادتهما.

يذكر أنّ اليونان أعلنت منذ أيام، استعدادها لبدء مباحثات مع تركيا حول المناطق البحريّة المتنازع عليها بين البلدين لاستكشاف النفط والغاز في بحر "إيجه".

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، كان أشار بدوره في 28 تموز/يوليو، إلى أنّه "مستعد للبحث في كافة الخلافات مع اليونان دون شروط".

جاء ذلك بعد أيام قليلة من اعتراض تركيا 6 طائرات من نوع "إف-16" يونانيّة كانت آتية من جزيرة كريت.

أنقرة وأثينا تخوضان منذ فترة نزاعاً قويّاً بشأن مطالب بالسيطرة على موارد "هيدروكربونية" محتملة في المنطقة، بناء على وجهات نظر كل بلد عن مدى جرفه القاري.

وأرسلت أنقرة في 10 آب/أغسطس الماضي، سفينة المسح الزلزالي "عروج ريس" ترافقها سفن تابعة لسلاح البحرية في مياه متنازع عليها بين قبرص وجزيرتي كاستيلوريزو وكريت اليونانيتين، ومددت مذاك المهمة 3 مرات.

وردت اليونان بإجراء تدريبات عسكرية بحرية إلى جانب عدة دول في الاتحاد الأوروبي إضافة إلى الإمارات، نظّمت على مقربة من مناورات أصغر أجرتها تركيا بين قبرص وكريت الأسبوع الماضي.

ويتابع الاتحاد الأوروبي النزاع المتصاعد بقلق بالغ، ودعا تركيا مراراً للتوقف عن نشاطات التنقيب وهدد بفرض عقوبات على أنقرة إذا رفضت حل النزاع عبر الحوار.

اخترنا لك