كيف حمت الاستخبارات الأميركية قادة الإرهابيين؟

تسريب لاتصال هاتفي يكشف طلب مسؤول سابق في الاستخبارات الأميركية إطلاق سراح أحد قياديي تنظيم القاعدة في اليمن، ما هي العلاقة التي تجمع الاستخبارات الأميركية بالتنظيمات الإرهابية؟ وكيف تفتح هذه المكالمات الباب أمام مناقشة ما فعلته هذه التنظيمات وقادتها؟

  • في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ومصر وأفغانستان، تنظيمات اتخذت الإسلام غطاء لها، ليتبين ارتباطها بواشنطن
    في اليمن والعراق وسوريا ولبنان ومصر وأفغانستان، تنظيمات اتخذت الإسلام غطاء لها، ليتبين ارتباطها بواشنطن

علاقة الاستخبارات الأميركية بالجماعات الإرهابية في المنطقة من القاعدة إلى داعش إلى النصرة، كانت دائماً محل نقاش وإن كانت كل الأدلة المتعلقة بالأهداف والنتائج تؤكد ارتباطهما، لكن اليوم بات الأمر واضحاً وجلياً وحقيقياً بعد نشر التسجيل الصوتي للرئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح بمدير الـ "سي آي أي" حينها جورج تينيت.

هو طلب صراحة من صالح الإفراج عن القيادي في القاعدة أنور العولقي وهو ما حصل، فلماذا أرادت واشنطن الإفراج عنه وما الأدوار التي قام بها لصالح الأميركيين.

هذا الاتصال وما كشف من وثائق، يفتح الباب على مصراعيه عن التعاون بين الاستخبارات الأميركية والتنظيمات الارهابية التي اتخذت الاسلام غطاء لها، فلطالما جرى الحديث عن علاقة الزرقاوي بالاستخبارات الأميركية، وهو الذي كان مسجوناً في أحد سجونها في العراق، وأخرج فجأة ليظهر لاحقاً كزعيم للقاعدة في العراق.

ولطالما جرى الحديث عن البغدادي الذي ظهر فجأة كخليفة للزرقاوي، ومن ثم زعيماً لتنظيم القاعدة. أوكلت إليه مهمة تدمير أبرز بلدين في عالمنا العربي والإسلامي العراق وسوريا، ولطالما سمعنا فصائل المقاومة في العراق أو سوريا، وهي تؤكد وتوثق بالصور المروحيات الأميركية تنقل قادة التنظيمات الارهابية أو تزودها كلما حوصروا من قبل القوات السورية أو العراقية، لا بل كانت تقوم بمساعدتهم ميدانياً من خلال استهداف قوات الحشد الشعبي في العراق والجيش السوري وحلفائه في سوريا. 

ولطالما سمعنا عن تحرك القوات الأميركية لإنقاذ قيادات الجماعات الإرهابية ومساعدتهم في معاركهم في العراق وسوريا. ومن أفغانستان إلى لبنان، كانت الجماعات المتشددة والمتطرفة أدوات لدى الاستخبارات الأميركية يتم تصفية قادتها بعد استنزافهم ونهاية الأدوار المكلفين بها.

اتهام واشنطن بدعم الإرهابيين في سوريا والعراق وأفغانستان لم يقتصر على محور المقاومة، بل ورد أكثر من مرة على لسان مسؤولين روس، كان أبرزهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي اتهم واشنطن بالوقوف بشكل مباشر وراء ظهور التنظيمات الإرهابية في سوريا وبلدان أخرى، وأن الهدف هو تبرير تدخلها العسكري في هذا البلد.

لكن دمشق ذهبت أكثر من ذلك، وفي أكثر من تصريح على لسان قادتها، ولا سيما بعد مؤامرة إخراجها من جامعة الدول العربية، هي اتهمت قادة وحكومات عربية بأنها تسعى لتنفيذ أجندات غربية هدفها تدمير سوريا.

عريقات: الزرقاوي والبغدادي والعولقي كانوا مرتبطين بالـCIA 

الخبير في الشؤون الأميركية سعيد عريقات، أكد للميادين أن الـ" سي آي أي" عريقة في تدريب المجموعات التكفيرية.

وأضاف أن "الاستخبارات الاميركية والسعودية هي التي دربت ومولت وساعدت القاعدة"، مشيراً إلى أن "سي آي أي" تعمل باستمرار مع القوى الرجعية.

وأوضح عريقات أن "الزرقاوي والبغدادي والعولقي كانوا في لحظة ما مرتبطين بالـCIA بشكل مباشر"، منوهاً إلى أن "الولايات المتحدة تريد أن تحارب كل دولة تسعى للاستقلال بقرارها ومواردها ونفطها"، كما أن الجماعات الإرهابية "تعتمد على التفسير المتخلّف للدين".

صالح لم يكن الزعيم العربي الوحيد الذي على علاقة بالمخابرات

أما على مستوى القادة العرب فإن علي عبدالله صالح لم يكن الزعيم العربي الوحيد الذي على علاقة بأجهزة الاستخبارات الأميركية، لقد اتضح بعد سنوات وسنوات أن قادة عرباً كثراً تعاملوا مع الأميركيين لضمان بقائهم في الحكم، وبما إن العبرة في الخواتيم نسأل، ترى كيف كانت نهاية حكمهم؟

قد لا تكون هذه المكالمة هي الوحيدة التي تحدثنا عن علاقة رؤساء وزعماء وملوكاً وامراء عرب بأجهزة المخابرات الغربية، فما كشفته وثائق "وكيليكس" وغيرها من الكتب السياسية والتحقيقات الإعلامية أظهرت لنا أن بقاء هؤلاء في مناصبهم ارتبط ارتباطاً وثيقاً في علاقاتهم بجهاز المخابرات، هذا أوذاك لا سيما جهاز الاستخبارات الأميركية CIA.

يمكن اعتبار عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب هو الأكثر انكشافاً لتبعية العديد من القادة لواشنطن، فهو لم يتورع عن مخاطبتهم وتهديدهم أمام الاعلام بأنه من دون الولايات المتحدة لن يبقوا أسابيع على كراسيهم، هكذا خاطب ترامب الملك سلمان بن عبد العزيز، كما أنه لم يتورع عن استعراض ما جمعه من أموال، وكلنا نذكر لقاءه الشهير مع ولي العهد السعودي وعرضه للمبالغ التي دفعتها السعودية له.

لكن التبعية للأميركي التي اتخذها الكثير من الزعماء العرب للبقاء على كراسيهم لم تنفع العديد منهم، فهؤلاء على ما يبدو أوجدوا لمهمات محددة، كان واضحاً التغييرات في قيادة هذا البلد أو ذاك حتى داخل العائلة الواحدة، ولأهداف ظهرت لاحقاً كما أن التبعية الواضحة لزين العابدين بن علي للأميركيين لم تحمه من غضب الشعب، فوجد الأميركيون أن خططهم الجديدة قد تستدعي تغييراً في الوجوه التابعة لهم، وهو ما شاهدناه في العديد من الدول العربية التي ضربها ما عرف بالربيع العربي.

الزبيدي: التنظيمات الارهابية تملك أسلحة ثقيلة

قال الخبير في الشؤون السياسية والعسكرية العميد عبد الغني الزبيدي، إن "التنظيمات الإرهابية تملك أسلحة أميركية"، موضحاً أن "التنظيمات الارهابية تملك أسلحة ثقيلة لا تملكها إلا الجيوش".

الزبيدي اعتبر في حديث مع الميادين، أنه "كان لحزب الاخوان المسلمين في اليمن حزب الاصلاح دور باحتضان العائدين من أفغانستان"، مشدداً على أن "السعودية أرادت عبر الفكر الوهابي أن تستخدم المتشددين في خلف الفتنة في اليمن".

بدوره الكاتب السياسي مهند الظاهر أكد أن "التنظيمات الارهابية كانت مكلفة بوظيفة تقوم بها للأميركيين".

الظاهر قال للميادين، إن "وظيفة الجماعات المتشددة كانت زعزعة الاستقرار في الدول التي تهدد كيان الاحتلال"، منوهاً إلى أن "الجماعات المتشددة لم تقدم أي خدمة للاسلام والمسلمين".

اخترنا لك