ملخص دراسات وإصدارات مراكز الأبحاث الأميركية

تناولت مراكز الأبحاث الأميركية الاختراق الكبير لأجهزة مكتب إدارة شؤون الموظفين والسيطرة على بياناتها، فيما حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من الإفراط بالتوقعات بانهيار الجيش السوري، وتناولت بعض المراكز أزمة نظام الحكم في السعودية.

اختراق بيانات الموظفين شكل صدمة للمسؤولين الأميركيين
شكل الاختراق الالكتروني لأجهزة مكتب إدارة شؤون الموظفين والسيطرة على بياناتها المختلفة صدمة لكبار المسؤولين الأميركيين، ليس لناحية توقيته فحسب بل للمدى غير المسبوق الذي أصاب بيانات شديدة الخصوصية، لما لا يقل عن 4 مليون موظف ومجند في القوات المسلحة، وربما بيانات العاملين في أجهزة الاستخبارات، والاشارات الرسمية الأولى تسير باتجاه اتهام الصين بأنها وراء القرصنة الالكترونية.

سوريا

حذر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية من إفراط التوقعات بانهيار الجيش السوري أو "تخليه عن النظام نتيجة الضغوط" الميدانية، على الرغم من "انحسار قدراته للتعبئة العامة"، وأوضح ان قوات الجيش العربي السوري "بعد انقضاء 4 أعوام من القتال المستمر، تتركز استراتيجيته راهناً على مهام دفاعية عن المواقع التي يعتبرها البعض حيوية لسوريا."

المملكة السعودية

فنّد معهد كارنيغي مقولة "الصراع على التوريث" داخل الأسرة السعودية، معتبراً أن منصب "ولي ولي العهد الأمير محمد قد لا يدوم أكثر من عهد والده.. وسلطته الراهنة قد لا تكون قابلة للاستمرار".

وأوضح أن "قلة" من المتنفذين داخل الأسرة الحاكمة تبدي استعداداً "لتحديه ما دام الملك على قيد الحياة.. وهل سيصبح ولي العهد المقبل"، خاصة أن "لقب ولي ولي العهد لا قيمة" حقيقية له.

وفيما يتعلق بالحرب على اليمن شاطر المعهد آخرين بالقول "ليس بإمكان العاهل السعودي ونجله القبول بما هو أقل من النصر الكامل؛ لا شك أن الأمير الشاب يريد أن يثبت مكانته جيداً قبل أن يتوفى والده."

اعتبر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن العاهل السعودي استخدم نجله محمد كمبعوث خاص لزيارة موسكو "تحضيراً لرفع مستوى العلاقات الثنائية بصورة ملفتة على الأرجح"، ودلل المعهد على البيان الرسمي الصادر بشأن الزيارة التي وصفها "بالفرصة لبحث العلاقات وسبل التعاون بين الدولتين الصديقين"، ورغبة الرئيس الروسي "لتوسيع شقة الخلاف بين الرياض وواشنطن" حول الاتفاق النووي مع إيران.

استعرض معهد أبحاث السياسة الخارجية تراكم التحديات التي تواجهها المملكة السعودية، لا سيما تنامي النشاط الإرهابي داخل حدودها "وانخراطها في حرب متعددة الجبهات" في اليمن والعراق وسوريا وأماكن أخرى.

وأشاد المعهد ببرنامج "همومنا" الإعلامي الذي أطلقته السعودية عبر محطاتها الرسمية للتلفزة الرامي لاستيعاب درجة الاحتقان والإحباط بين الشباب وادانة الهيئات والمجموعات المحرضة على ارتكاب الإرهاب وأعمال العنف وتوصيفها بأنها "مجموعات منافقة، وإحدى ألاعيب أجهزة الاستخبارات الأجنبية".

اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مقتل أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ناصر الوحيشي تطوراً هاماً، "بيد أن المردود والفوائد ستكون قصيرة الأمد"، وأوضح أن تاريخ الحروب يثبت أن مقتل قادة وزعماء القوى المتطرفة للحد من نشاطاتها لم يثبت جدواه، "ويتم استبدالهم على الفور"، وأضاف إن تنظيم القاعدة "قد يستغرق مدة زمنية إضافية لتركيز جهوده على أهداف محلية لتعزيز المكاسب الميدانية، والدفاع عن مراكز تجمعاته ضد هجمات الحوثيين والقوات السعودية."

أيضاً اعتبر معهد المشروع الأميركي مقتل ناصر الوحيشي عملية "غير مجدية.. سيما ما رافق مقتله من خسارة المعلومات الاستخباراتية الهامة التي كانت بحوزته"، وأوضح أن معلومات حيوية بالمستطاع استنباطها عبر استجواب المعتقلين قد ذهبت أدراج الرياح بمقتله.

وسخر من استراتيجية الرئيس اوباما الرامية إلى "التخلص من البيانات الاستخباراتية الضرورية لجهودنا وإلحاق الهزيمة بالقاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية .."

إيران

رصد معهد المشروع الأميركي ما أسماه "التحديات الفكرية" التي تواجه القادة في إيران وجهودها المتشعبة "لمحاربة الأفكار الغربية الهدامة والعمليات السرية"، من ناحية، وإنشاء "نظام اقتصادي معتبر.. وردع الولايات المتحدة (وحلفائها) الاقليميين، وتحديث قواتها العسكرية، بيد أنها لم تفلح في ذلك".

وأضاف إن تلك الرؤية الفكرية "ربما هي نتاج خطة شاملة للحرس الثوري لدمج العقائد القتالية السائدة وزرع مفاهيم مبتكرة"، وأردف إن ذلك يؤشر على "اقرار ايران بأنها خالية من الأسس الفكرية الضرورية لتنمية أمن قومي فعال أو استراتيجية عسكرية في ظل المناخ الراهن، ناهيك عن تطبيق ناجع. انه اعتراف مذهل."

حث معهد كارنيغي صناع القرار في الولايات المتحدة توكيل الحلفاء الأوروبيين "اتخاذ المبادرة للتفاوض مع إيران، نظراً لما ينطوي على سياق التوصل لاتفاق نووي من ارهاق للطرفين، طهران وواشنطن، وغياب الرغبة لاستيعاب وجهتي نظرهما لبعضهما البعض".

وأوضح أن نقطة الانعطاف النهائية هي ما يرشح دور الاتحاد الأوروبي "وتركيز الجهود على عنصر ثالث.. الحد من تسييس وتجزئة مجالات تعاون مرتقبة؛" من بينها "أمن الملاحة التجارية في الخليج والوضع في قطاع غزة.. اللذين يستطيع الاتحاد الأوروبي الانخراط مع إيران بشأنهما"، والأخذ بعين الاعتبار أن كلاً من الولايات المتحدة وإيران لم توقعا على الاتفاقية الدولية لقانون البحار.

اتهم المجلس الأميركي للسياسة الخارجية فريق واشنطن للتفاوض النووي "بإعلاء التوصل لاتفاق نووي والتغاضي والتقليل إلى الحد الأدنى من أصوات إيران الأخرى – خاصة تلك التي لا تشاطره رؤيته لإيران بأنها تشكل شريكاً استراتيجياً محتملاً وفرصة استراتيجية للولايات المتحدة.. إذ تنظر إدارة الرئيس أوباما لإيران كحليف مرتقب في الحرب ضد الدولة الإسلامية في العراق."

أميركا من الداخل

رصد معهد كاتو للأبحاث ما أسماه التوجهات السياسية لدى جيل الألفية الأميركي، المولود بين 1980 – 1997، والذي يقدر تعداده بنحو 87 مليون فرد.

وأوضح، استناداً إلى دراسة معمقة أجراها، أن غالبية أولئك "ينظرون إلى العالم المحيط بهم بنظرة أقل عدائية من أسلافهم، واعتماد السياسات الخارجية بشكل أقل إلحاحاً للتعامل مع التحديات المحتملة".

وأضاف إن الجيل الألفي "أبدى تأييداً أكبر لسبل التعاون الدولي قياساً للأجيال السابقة.. وجهوزيته اعتبار الصين شريك أكثر من منافس، واعتماد لغة التعاون بدل المواجهة معها"، وفيما يخص تداعيات حربي افغانستان والعراق، أوضح المعهد أن جيل الألفية "أقل ميلاً لدعم استخدام القوات العسكرية وربما يعاني داخلياً من عقدة النفور من العراق".

اخترنا لك