البيان الختامي لمحادثات أستانة: الاتفاق على وضع آلية ثلاثية لتطبيق ومراقبة وقف القتال

التوصل إلى اتفاق على وضع آلية ثلاثية لتطبيق ومراقبة وقف القتال في سوريا خلال محادثات أستانة وسط ضغط إعلامي من قبل وفد الجماعات المسلّحة بهدف إقصاء إيران. والوفد السوري الرسمي يتهم تركيا بوضع العراقيل في طريق التوصل إلى نتائج إيجابية.

البيان الختامي لمحادثات أستانا يؤكد على ضرورة الحلّ السياسي للأزمة السورية

اختتمت محادثات أستانة حول سوريا بالاتفاق على وضع آلية ثلاثية لتطبيق ومراقبة وقف القتال في سوريا.


وزير الخارجية الكازاخي خيرات عبد الرحمانوف تلا البيان الختامي للدول الراعية للمحادثات بحضور ممثليها والمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا.


وشدد البيان على ضرورة محاربة الجماعات الإرهابية في سوريا ومن بينها داعش وجبهة النصرة وأن الحلّ الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي، معتبراً أن اجتماع أستانة هو منصّة فعالة لحوار مباشر بين الحكومة والمعارضة.

وأكدت الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا قناعتها بالحاجة الملحة لزيادة الجهود لإطلاق عملية المفاوضات بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن. 


أمّا مستشار وزير الخارجية الإيراني حسين شيخ الإسلام فقال إنّ طهران تعتبر لقاء أستانة حول سوريا "ناجحاً".


وكانت وكالة أنباء الأناضول التركية نقلت قبيل المؤتمر الصحفي عن مصادر مشاركة في الاجتماع الثلاثي قولها إن "تشكيل الآلية، يسمح بمراقبة مشتركة لوقف إطلاق النار ميدانياً، على أن يتم التحقق الفوري من المعلومات الواردة عن الخروقات والتحقق منها، والعمل مع الأطراف ذات النفوذ من أجل وقف الخروقات وتطبيق وقف إطلاق النار".


وحمل البيان الختامي تواقيع الدول الراعية فقط إذ إن الحكومة السورية كانت استبقت المشاركة في اللقاء برفضها أن تحمل أي ورقة توقيعها إلى جانب توقيع أنقرة، كما أن الجماعات المسلّحة لن توقع عليه.     

وعقدت الدول الراعية في بداية اليوم الثاني من المباحثات السورية غير المباشرة اجتماعاً بحضور المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا  لمناقشة الاتفاق على آلية محددة لمراقبة وقف القتال في سوريا. 


مصدر مقرّب من الوفد السوري الرسمي كان قال "إن المحاولات مستمرّة لتذليل العقبات التي تضعها تركيا في طريق التوصل إلى نتائج إيجابية في أستانة" وفق ما نقلت عنه الوكالة السورية الرسمية.

وتحدث رئيس الوفد السوري بشار الجعفري عن صعوبات بشأن كيفية ضبط الحدود مع تركيا في ظل حديث أنقرة عن إقامة منطقة آمنة. حيث ترى دمشق أن الحل السياسي والمصالحة الوطنية يجب أن يأتيا بعد إغلاق الملف العسكري، وهو يطرح في مباحثات أستانة ضرورة الحصول على تعهدات بضبط الحدود مع تركيا.

دي ميستورا: سيجري تحديد الأطراف المشاركة في محادثات جنيف

من جهته قال المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في مؤتمر صحفي عقب انتهاء محادثات أستانة إنه "سيجري مباحثات لتحديد الأطراف الذين سيشاركون في محادثات جنيف وأن محادثات أستانة ستشكل الركيزة التي ستنطلق منها المفاوضات في جنيف الشهر المقبل".

وأضاف في كلمة له في أعقاب مباحثات أستانة أن "عند تطبيق وقف إطلاق النار سيتمّ إيصال المساعدات الإنسانية الى الذين يحتاجون إليها في سوريا".

الجماعات المسلّحة تضغط لإقصاء إيران

ولفتت محاولة الجماعات المسلّحة ممارسة الضغط الإعلامي على نحو مستمر من خلال توجيه التصريحات نحو إيران في ما يبدو أنها محاولات لإقصائها بحيث تكون طرفاً مراقباً وليس طرفاً ضامناً لأي اتفاق، فضلاً عن السعي لجعل الطرف الروسي يضغط على الطرف الإيراني. يضاف إلى ذلك التركيز على خروج ما سموها "الميليشيات المسلّحة التابعة لإيران" في إشارة لحزب الله علماً أن هذا الموضوع غير مطروح على أجندة اللقاء.

وفي هذا السياق قال مصدر في الوفد الرسمي السوري إن "المجموعات المسلّحة ترفض وجود إيران في آلية مراقبة وضمان وقف إطلاق النار". 

وقال وفد المجموعات المسلّحة إلى أستانة "إنّه غير راض على البيان الختامي لأنّه تجاهل دور إيران العسكري". 

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إن "وفد المجموعات السورية المسلّحة حاول عرقلة التوصل لاتفاق بشأن البيان الختامي في أستانة" مشيرة إلى تصريح المتحدث باسم وفد المجموعات المسلحة يحيى العريضي صباح الثلاثاء بعدم استعداد هذه المجموعات للتوقيع على البيان الختامي الذي تعدّه كلّ من إيران وتركيا وروسيا.  


وكان رئيس الوفد الروسيّ إلى أستانة ألكسندر لافرينتيف أكد أنّ مباحثات اليوم الأول كانت ناجحة من دون الاتفاق بعد بشأن مسألة نظام وقف القتال في سوريا.


وشهد اليوم الأول من المباحثات الجلسة الأولى غير المباشرة بين وفدي الحكومة السورية والجماعات المسلّحة في إطار المفاوضات التي يراد من خلالها التمهيد لاستئناف محادثات جنيف من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات.


وتفاوض الوفدان اللذان تواجدا في غرفتين منفصلتين من خلال وسيط، حيث أوكل دور الوساطة للمبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا وممثلي الوفدين الروسي والتركي. كما شهد اليوم الأول محادثات ثلاثية عقدت بين الوفد التركي والروسي والإيراني.

اخترنا لك