بوتين مقتنع بقرب التوصل إلى اتفاق حول سوريا في الأيام المقبلة

الرئيس الروسي يتحدث عن نقاط خلاف "تقنية" تفصل موسكو وواشنطن عن اتفاق الهدنة في سوريا فيما الرئيس الأميركي يشير إلى فجوة بين موقفي البلدين واصفاً المباحثات مع بوتين بأنها كانت "صريحة وعملية".

بوتين وأوباما بحثا الأزمة السورية على هامش قمة العشرين
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن "قناعة تامة" بالتوصل إلى اتفاق حول سوريا خلال بضعة أيام. وأشار بوتين عقب لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما على هامش قمة مجموعة العشرين إلى وجود نقاط خلاف "تقنية" تفصل الطرفين عن اتفاق الهدنة. وفي السياق نفسه عبّر عن أهميّة الإتفاق المحتمل مع الأميركيين والذي "سيزيد من فعالية محاربة الإرهاب"، حسب تعبيره، مؤكداً التشاور مع الحكومة السورية و"شريكتنا" إيران بما يتعلق بالمفاوضات. 

من جهته أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن "اللقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ركّز على بحث الأزمة السورية وإنعاش نظام الهدنة هناك، من أجل مكافحة تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" الإرهابيين".

وقال في مؤتمرٍ صحفي إن "المباحثات مع الرئيس بوتين كانت صريحة وعملية، إلا أن ثمة فجوة بين موقفي البلدين بشأن سوريا، ولم يتمكن الجانبان حتى الآن من تجاوزها وتقريب مواقفهما بشكل يسمح بتفعيل الاتفاق في هذا المجال".

وأضاف أوباما أنه "أوعز إلى وزير خارجيته كيري، فيما أوعز بوتين إلى الوزير لافروف بمواصلة العمل على التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن في الأيام المقبلة".

وأشار إلى أن بلاده "لن ترفع العقوبات المفروضة على روسيا، ما لم تنفذ اتفاقات مينسك الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية، ومن المهم للأطراف المعنية تحديد سبل تنفيذ هذه الاتفاقات في الأسابيع المقبلة".

وأكد الرئيس الأميركي أنه "بحث مع نظيره الروسي مسألة الأمن في المجال الإلكتروني"، مذكراً أن "الولايات المتحدة واجهت سابقا مشاكل متعلقة بهجمات إلكترونية من روسيا وغيرها من الدول".
وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قال "إن اللقاء بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اتسم بالجدية" مضيفاً أنه "استغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً" وفق ما نقلت وكالة "رويترز". 

وعقد أوباما الإثنين اجتماعاً مع بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، على ما أفاد البيت الأبيض بعد ساعات على فشل وزيري خارجية البلدين في التوصل الى اتفاق حول سوريا.

وكان دبلوماسي أميركي كبير أعلن في وقت سابق فشل الولايات المتحدة وروسيا الاثنين في التوّصل إلى اتفاق حول سوريا خلال المفاوضات التي جرت بينهما على هامش قمة مجموعة العشرين.
يذكر أن آخر لقاء بين الرئيسين الروسي والأميركي عقد على هامش قمة المناخ في باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، ثم تحادثا هاتفياً عدة مرات خلال العام الحالي.

أردوغان يأمل التوصل لهدنة قبل عيد الأضحى

أردوغان قال إن العملية العسكرية التركية في سوريا لا تهدد سلامة أراضيها
بدوره أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في إعلان الهدنة في سوريا قبل عيد الأضحى المبارك يوم الاثنين المقبل مشدداً على أن "تركيا تعزز تعاونها مع روسيا من أجل وقف إطلاق النار في سوريا وتطبيع الوضع بحلب".

وأوضح أردوغان في مؤتمر صحفي في ختام قمة العشرين في الصين "نتعاون مع التحالف الدولي بقدر أكبر، لكننا نعزز التعاون مع روسيا أيضاً بالدرجة الأولى في ما يتعلق بريف حلب" مشيراً إلى "استمرار الجهود من أجل ضمان وقف إطلاق النار في المناطق في أقرب وقت ممكن". وقال الرئيس التركي "إن وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وتركيا يبحثون هذا الموضوع".

من جهة ثانية جدد أردوغان دعوته إلى إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا، معتبراً أن مثل هذه المنطقة ستساعد في إيقاف تدفق اللاجئين. وبخصوص العملية العسكرية التركية في شمال سوريا قال أردوغان إنها "تستهدف طرد عناصر "داعش" من المناطق الحدودية، والحيلولة دون توسع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية" مشدداً على أن العملية لا تهدد سلامة الأراضي السورية بأي شكل من الأشكال.

وفي سياق موازٍ نفى الكرملين التقارير التي تحدثت عن لقاء محتمل لرؤساء روسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب أردوغان وسوريا بشار الأسد.

وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي في تصريح صحفي تعليقاً على تقرير الذي نشرته صحيفة لبنانية مؤخراً.

وكانت معلومات تحدّثت عن اجتماع مرتقب للرئيسين بشار الأسد ورجب طيب أردوغان تحت رعاية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الجاري.

 


اخترنا لك