أرمينيا تؤكد تقلّص القصف عند الحدود.. وأذربيجان تعلن حصيلة قتلاها

وزارة الدفاع الأرمينية تقول إنّ "القصف عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية تقلّص بصورة ملحوظة"، وتشير إلى أنّ "من السابق لأوانه الحديث عن استقرار الوضع".

  • الدفاع الأرمينية: القصف على الحدود الأرمينية الأذربيجانية تقلص بشكل ملحوظ
    الدفاع الأرمينية: القصف عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية تقلص بصورة ملحوظة

أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية، أرام توروسيان، اليوم الثلاثاء، أنّ "القصف عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية تقلّص على نحو ملحوظ"، لافتاً إلى أنّ "من السابق لأوانه الحديث عن استقرار الوضع".

وقال توروسيان، خلال إحاطة إعلامية: "لا يزال الوضع في بعض الأجزاء من الحدود الأرمينية الأذربيجانية متوتراً للغاية".

وأضاف: "من السابق لأوانه الحديث عن استقرار الوضع، إلّا أنّ شدة القصف تقلّصت بصورة ملحوظة مقارنة بما كان عليه الوضع منتصف الليل".
 
ووفقاً له، فإنّ الجانب الأذربيجاني "يواصل محاولته التقدّم في اتجاه القرى (الثلاث): نيركين أند وفيرين شورزا وأرتانيش وسوتك".
 
واندلعت الاشتباكات ليل الإثنين - الثلاثاء، عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية، وأدّت إلى سقوط ضحايا في جيشي البلدين، بينما اتّهم الطرفان، أحدهما الآخر، ببدء التصعيد.

وبحلول صباح الثلاثاء، اتّفق الطرفان على وقف إطلاق النار، في إثر محادثة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.

وأعلن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، الثلاثاء، أن خسائر أرمينيا نتيجة القصف عند الحدود مع أذربيجان بلغت 49 قتيلاً.

أذربيجان: مقتل 50 جندياً أذربيجانياً خلال الاشتباكات

واتهمت أذربيجان، مساء الثلاثاء، أرمينيا بأنها قامت "على نحو كثيف، بانتهاك وقف إطلاق النار"، الذي أتى بوساطة روسية بين البلدين منذ عامين.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، إنه "على رغم إعلان وقف لإطلاق النار، فإن وحدات من القوات المسلحة الأرمينية فتحت نيران المدفعية على مواقع للجيش الأذربيجاني" عند الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، مشيرةً إلى اتخاذ "تدابير ردّ على هذا القصف"، وأنّ "أرمينيا تنتهك بكثافة وقف إطلاق النار".

وأكّدت باكو أنها "حقّقت كل أهدافها عند الحدود مع أرمينيا".

وأفاد مكتب الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في بيان، بأنّ "استفزازات القوات الأرمينية عند الحدود بين البلدين تمّ صدّها، وكلّ الأهداف تحققت"، مشيراً إلى أنّ "مسؤولية التصعيد تقع بالكامل على القادة السياسيين الأرمينيين".

ولاحقاً، أعلنت باكو "مقتل 50 جندياً أذربيجانياً خلال الاشتباكات الحدودية مع أرمينيا". وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية، في بيان، إن "50 عسكرياً أذربيجانياً قُتلوا في إثر الاستفزاز الأرميني الواسع النطاق". ولم تكشف ما إذا كانت المعارك لا تزال مستمرة.

الكرملين: بوتين منخرط شخصياً في احتواء التصعيد

أعلن الكرملين أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "منخرط شخصياً" في احتواء التصعيد، ويبذل "كل الجهود الممكنة للمساعدة على خفض التوترات".

وعلى الرغم من أنّ اشتباكات منتظمة تقع بين البلدين منذ نهاية حرب عام 2020، على طول حدودهما المشتركة، فإنّ مواجهات الثلاثاء تشكّل تصعيداً قوياً.

الأمم المتحدة: لاتخاذ إجراءات فورية لنزع فتيل التوتر

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أرمينيا وأذربيجان إلى "اتخاذ إجراءات فورية لنزع فتيل التوتر، بعد تسجيل أعنف قتال منذ الحرب بين البلدين في عام 2020"، بحسب المتحدث باسمه.

وأوضح ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، أنّ "الأمين العام قلق جداً من الوضع، ويدعو الطرفين إلى اتخاذ إجراءات فورية لنزع فتيل التوتر وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وحل كل المشاكل المستمرة عبر الحوار".

من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف القتال بين أرمينيا وأذربيجان. وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، جوزيب بوريل، في بيان، إن "من الضروري أن يتوقف القتال، والعودة الى طاولة المفاوضات".

وأضاف أنّ "رئيس المجلس الأوروبي شارل ميتشل يجري اتصالات بقادة البلدين"، وأنه هو "سيجتمع اليوم بوزيري خارجيتي الدولتين".

وأعربت الولايات المتحدة خلال الليل عن "قلقها البالغ"، داعية إلى "وقف فوري للقتال بين باكو ويريفان". وقال وزير الخارجية، أنتوني بلينكن: "لا يمكن أن يكون هناك حلّ عسكري للصراع".

والثلاثاء، حضّ بلينكن قادة البلدين على التوصل إلى "تسوية سلمية"، كما قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، إنّ "الولايات المتحدة تدفع في اتجاه وقف القتال والتوصل إلى تسوية سملية بين أرمينيا وأذربيجان".

من جهتها، دعت تركيا، حليفة أذربيجان، أرمينيا إلى "وقف استفزازاتها".

وبعد حرب أولى أسفرت عن 30 ألف قتيل مطلع التسعينيات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف عام 2020، وأسفرت الحرب الأخيرة عن مقتل نحو 6500 شخص، وانتهت بهدنة تمّ التوصل إليها بوساطة روسية.

وتنازلت يريفان عن أراضٍ كبيرة لأذربيجان، كجزء من الاتفاق مع باكو، والذي يتضمّن أيضاً نشر قوات حفظ سلام في ناغورنو كاراباخ.

ونُظر إلى هذه النتيجة على أنها "إهانة" في أرمينيا، بحيث يطالب عدد من أحزاب المعارضة باستقالة باشينيان منذ ذلك الحين، متّهمين إيّاه بـ"تقديم كثير من التنازلات لباكو".

يُذكَر أنّ أرمينيا وأذربيجان وقعتا، برعاية روسيا، اتفاقاً لوقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ لإنهاء تصعيد عسكري أودى بحياة آلاف الجنود والمدنيين من الطرفين، ودخل حيز التنفيذ في الـ 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

ونشرت روسيا، التي تقيم قاعدة عسكرية في أرمينيا، نحو 2000 جندي من قوات حفظ السلام في ناغورنو كاراباخ ومحيطها للإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار.

وكان الأمين العام لمجلس الأمن الأرميني، أرمين غريغوريان، قال، في تموز/يوليو الفائت، إنّ "وحدات القوات المسلحة الأرمينية تواصل العودة إلى أرمينيا منذ وقف إطلاق النار، والعملية شارفت نهايته،ا وستكتمل في أيلول/سبتمبر".

وأشار إلى أنّ "عناصر حفظ السلام الروس في ناغورنو كاراباخ يضمنون أمن السكان من أصول أرمينية هناك"، وذلك بعد أن انتقد الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، ما وصفه بـ"البطء الشديد" في الانسحاب الأرميني.

اخترنا لك