ألمانيا: المشرّعون يقرّون تمويلاً ضخماً للجيش بقيمة 100 مليار يورو

المشرّعون الألمان يقرّون تمويلاً ضخماً للجيش بقيمة 100 مليار يورو، ممهّدين الطريق لحملة ضخمة للإنفاق العسكري بعد توافق انتهى إلى تعديل دستوري يسمح بذلك.

  • ألمانيا تقرر إنفاق 2% من ميزانيتها السنوية على تحديث جيشها
    ألمانيا تقرّر إنفاق 2% من ميزانيتها السنوية على تحديث جيشها

أقرّ المشرّعون الألمان تمويلاً ضخماً للجيش بقيمة 100 مليار يورو، ممهّدين الطريق لحملة شراء ضخمة.

وحظي القرار بدعم واسع في الغرفة الأدنى للبرلمان الألماني، بعد أن أجرى التحالف الحاكم للمستشار أولاف شولتس مفاوضات مطوَّلة مع كتلة الاتحاد، المعارِضة الرئيسة.

وصوتت أغلبية مؤلفة من 593 نائباً لمصلحة التمويل، وعارض 80 نائباً، وامتنع 7 عن التصويت، بينما لا يزال القرار في حاجة إلى موافقة الغرفة العليا للبرلمان، التي تمثّل حكومات الولايات الألمانية.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، المنتمية إلى حزب "الخضر"، أمام النواب، إنّها "لحظة تقول فيها ألمانيا نحن حاضرون عندما تحتاج إلينا أوروبا".

وأعلن شولتس التمويل في شباط/فبراير الماضي، بعد أيام من بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وقال إن "ألمانيا سترفع نفقاتها العسكرية إلى أكثر من 2% من إجمالي ناتجها الداخلي، وستخصص مئة مليار يورو لتحديث منظومتها الدفاعية".

لكنّ معارضين يتّهمون المستشار مذّاك بالاكتفاء بتقديم دعم خجول إلى كييف، وبعدم اتّخاذ ما يكفي من الخطوات الملموسة على صعيد مدّها بالأسلحة.

واتفقت الحكومة والمعارضة على أن "يفي الإنفاق على الدفاع بواقع 2% بمتوسط عدة أعوام بمساعدة من التمويل الخاص"، واعترف المسؤولون بأن "الجيش الألماني عانى أعواماً جراء الإهمال، وخصوصاً بسبب المعدات المتهالكة القديمة والسيئة الأداء".

وتبادل الحزب "الديمقراطي الاجتماعي" من يسار الوسط، والذي ينتمي إليه شولتس، و"الاتحاد"، الذي قاد الحكومة لــ16 عاماً، تحت قيادة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، الاتهامات بسبب ذلك.

وسيتيح الاتفاق لبرلين تحقيق الهدف الذي يحدّده حلف شمال الأطلسي لدوله الأعضاء بإنفاق اثنين في المئة من إجمالي الناتح المحلي على القطاع الدفاعي "كمعدل خلال الأعوام المقبلة".

روسيا تنتقد الخطوة الألمانية

وانتقدت روسيا، اليوم الجمعة، الخطوة الألمانية برفع ميزانية الإنفاق العسكري، متّهمة ألمانيا بـ"إعادة التسلح" وباستخدام لغة تستحضر ماضيها النازي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "نعدّ هذا الأمر دليلاً إضافياً على أنّ برلين ماضية في طريقها نحو إعادة تسليح جديدة"، مضيفةً: "نعلم جيداً إلامَ يمكن أن ينتهي ذلك"، ملمّحة إلى قرار أدولف هتلر القاضي بالإنفاق على التسلح قبل الحرب العالمية الثانية.

شولتس: ألمانيا ستمتلك أكبر جيش تقليدي في أوروبا

وهذا الأسبوع، قال شولتس إنّ الاتفاق "سيعزز بصورة كبيرة" أمن ألمانيا وحلفائها في حلف شمال الأطلسي. وقال، في تصريح للإعلام المحلي، إنّ "ألمانيا ستمتلك قريباً أكبر جيش تقليدي في أوروبا" ضمن حلف شمال الأطلسي.

وسيخصَّص 40,9 مليار يورو من المبلغ لسلاح الجو عبر شراء 35 مقاتلة أميركية من طراز أف-35، و15 مقاتلة يوروفايتر، و60 مروحية شينوك للنقل العسكري.

وسيتمّ تخصيص نحو 20 مليار يورو للبحرية، وخصوصاً لشراء طرادات وفرقاطات وغواصات من طراز 212، كما سيخصَّص أكثر من 16 مليار يورو لشراء عربات مدرَّعة لنقل الجنود، من طرازي ماردر وفوكس.

وبينما سيتم تمويل الصندوق من خلال الاستدانة، توجّب على المشرّعين الالتفاف على قاعدة "كبح المديونية" الراسخة في الدستور، والتي تحدّد سقفاً لاستدانة الحكومة.

وفرض هذا الأمر على الحكومة التوصّل إلى اتفاق مع المعارضة المحافِظة من أجل تأمين أغلبية الثلثين في البرلمان لإمرار التعديل الدستوري.

وتُعَدّ الخطوة تحوّلاً كبيراً في سياسة ألمانيا،التي قلّصت عديد جيشها بصورة كبيرة منذ انتهاء الحرب الباردة، من نحو 500 ألف جندي عام 1990 إلى 200 ألف اليوم.

ووفق تقرير نُشِر في كانون الأول/ديسمبر، فإنّ أقل من 30 في المئة من السفن الحربية الألمانية "تعمل بكامل طاقتها"، بينما توجد عدة طائرات مقاتلة غير صالحة للتحليق.

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك