تقرير: بعد توتر العلاقات مع واشنطن.. باكستان تحافظ على سياستها مع بكين

الوضع الدولي الآخذ في التغير بسرعة، يفرض على باكستان ودول عدة أخرى أن تجيد قراءة الاعتبارات الجيوسياسية الجديدة، وأن تبني خياراتها المستقبلية انطلاقاً من هذه القراءة.

  • الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يصافح رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، خلال اجتماعٍ على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، والتي انعقدت في سمرقند بأوزبكستان.
    الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الباكستاني، خلال اجتماعٍ على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، والتي انعقدت في أوزبكستان.

ذكر موقع صحيفة "DAWN" الباكستانية في تقريرٍ نشره، الثلاثاء، تحت عنوان "وقت القرار"، أنّ لباكستان خيارات صعبة مستقبلياً، خصوصاً في ظل توتر علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية.

وأشار الموقع إلى أنّه مع احتدام الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين من جهة، وبينها وبين التحالف الصيني- الروسي من جهة أخرى، تعيد الدول في جميع أنحاء العالم ضبط سياساتها الخارجية وفقاً لذلك.

وفي ضوء هذا الوضع الدولي، فإنّ باكستان تدرس أيضاً خياراتها إلى حدٍ كبير، كما تكشف المذكرات المسربة المنسوبة إلى القيادة العليا في هذا البلد.

اقرأ أيضاً: كيسنجر يتحدث عن حرب باردة جديدة "أخطر من الأولى".. فمن أطرافها؟

وجاء ضمن تسريبات وزارة الدفاع الأميركية، والتي نُشرت مؤخراً حول الحرب في أوكرانيا، أنّ هناك جزءاً يسمّى "خيارات باكستان الصعبة"، والتي قيل فيها إنّ وزيرة الدولة للشؤون الخارجية في باكستان، حنا رباني خار، تجادل بأنّ "محاولة استرضاء الغرب ستؤثر سلباً في العلاقات الاستراتيجية الحقيقية لبلدها مع الصين".

وكشفت الوثائق أنّ إسلام أباد لم يعد "بإمكانها الحفاظ على حلٍ وسط بين الصين والولايات المتحدة".

وفي وثيقةٍ أخرى مسربة، ورد أنّ أحد مساعدي رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، نصحه بعدم دعم قرار مناهض لروسيا برعاية الولايات المتحدة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مرتبط بالحرب في أوكرانيا، محذراً شريف من أنّ مثل هذه الخطوة "ستعرّض علاقات التجارة والطاقة المحتملة لباكستان مع موسكو للخطر".

ويبدو  من الصعب الاختلاف مع محتويات هذه الوثائق، كونها تستند إلى قراءةٍ واقعيةٍ للأحداث الراهنة والاتجاهات المستقبلية في العلاقات الدولية.

وأنّه من غير الحكمة أيضاً، حسب الموقع الباكستاني، أن تخوض باكستان في سياسات التكتلات، في قطع العلاقات الطويلة والعميقة مع بكين لمجرد إقناع واشنطن.

ولفت الموقع إلى أنّه من الضروري أن تسعى باكستان جاهدةً لإقامة علاقاتٍ أفضل مع جيرانها، "وكما أن العلاقات مع الولايات المتحدة مهمة، فيمكن القول إنّ الصين هي أقرب حليف لباكستان في الجوار، ما يعني أنّه يجب تجنب تبنّي سياسات تعدّها بكين معادية".

وأكّد الموقع  وجوب أن تمتلك السياسة الخارجية الباكستانية "البصيرة الكافية لمعرفة الطريقة التي تتحرك بها العلاقات والتفاعلات الجيوسياسية"، لافتاً إلى رفض بعض أقوى الحلفاء الأميركيين في المنطقة، مثل الهند والسعودية والإمارات، إملاءات الولايات المتحدة حول كيفية إدارة العلاقات مع بكين وموسكو.

يُذكر أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اجتمع مع رئيس الوزراء الباكستاني، في سمرقند بأوزبكستان، على هامش انعقاد قمة شنغهاي للتعاون، في أيلول/سبتمبر الماضي.

وأكّد بوتين حينها أنّه توجد مشاريع مثيرة للاهتمام للغاية وواسعة النطاق مع باكستان، ومنها ما سمّاه باكستان ستريم، (سيل باكستان)". 

اقرأ أيضاً: "واشنطن بوست": واشنطن تفقد دعم العديد من الدول المؤثرة في مواجهة موسكو

اخترنا لك