جونسون: ليست لدينا رغبة في تحدّي روسيا

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يؤكد أنّ "الناتو" لن يصبح طرفاً في النزاع في أوكرانيا، وأنّ أحداً من الدول الغربية لم يرسل قوات قتالية لمواجهة القوات الروسية.

  • رئيس الوزراء البريطاني: الناتو لن يصبح طرفاً في النزاع في أوكرانيا
    رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون

أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أنّ حلف "الناتو" لن يصبح طرفاً في النزاع في أوكرانيا.

وقال جونسون، في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأحد: "هذا ليس نزاعاً للناتو، ولن يكون كذلك. لم يرسل أيّ من حلفائنا قوات قتالية إلى أوكرانيا".

وأضاف: "الناتو لا ينكر وجود روسيا كدولة كبرى. ليست لدينا مشاعر معادية تجاه الشعب الروسي. ليست لدينا رغبة في تحدّي روسيا، الأمة العظيمة والدولة الكبرى".

وشدّد جونسون، في الوقت نفسه، على ضرورة مواجهة "تمدّد النفوذ الروسي" عبر الوسائل المتاحة، وأهمّها العقوبات الاقتصادية المشددة.

وأشاد جونسون بتقديم أكثر من 20 دولة مساعدات دفاعية لأوكرانيا، قائلاً: "في كانون الثاني/يناير الماضي كانت المملكة المتحدة واحدة من مجموعة صغيرة من الدول التي تقدم مساعدات لأوكرانيا في مجال الدفاع. بعد الغزو الروسي تزايدت المساعدات الدفاعية لأوكرانيا، ولكنّ الأمر يحتاج إلى بعض الوقت لتتحوّل المساعدات إلى قدرات دفاعية أوكرانية فعالة".

وفي معرض حديثه عن الموقف من هواجس روسيا الأمنية، أكّد جونسون أنّه لم يكن لأوكرانيا آفاق جادة في الانضمام إلى حلف "الناتو" في المستقبل القريب.

وتابع: "الحقيقة هي أنّ أوكرانيا لم يكن لديها أي آفاق جادة للانضمام إلى دول الناتو في المستقبل القريب، كما كنا (الناتو) جاهزين للاستجابة للمخاوف الأمنية التي عبّرت عنها روسيا عبر المفاوضات".

ودعا رئيس الوزراء البريطاني زعماء الدول الغربية إلى الانضمام إلى خطة مستعجلة من ستّ نقاط لأجل أوكرانيا، تبدأ من تأسيس "ائتلاف عالميّ إنساني" يهدف إلى تقديم المساعدات الإنسانية لأوكرانيا، والعمل على زيادة المساعدات الدفاعية، بالتوازي مع التشدّد في العقوبات الاقتصادية على "نظام الرئيس بوتين، وملاحقة الأموال الروسية في لندن والدول الأوروبية منعاً لاستعمالها في تمويل الحرب".

وقال جونسون: "لا يمكن بأي شرط وتحت أي ظرف أن نصل إلى يوم يصبح فيه الغزو الروسي لأوكرانيا طبيعياً، لأنّ تجربتي جورجيا عام 2008 وأوكرانيا عام 2014 علّمتانا أنّ غضّ النظر عن التصرفات الروسية العدوانية لن يعني إلا مزيداً من العدوانية".

كما قال إنّ المساعي الدبلوماسية لمنع التصعيد العسكري "يجب أن تبقى مفتوحة دائماً، مع ضرورة حضور الحكومة الأوكرانية في أيّ مفاوضات أو مؤتمر يمكن أن يحصل".

وحول العلاقة بين أوروبا و"الناتو"، حثّ الرئيس اليميني البريطاني على تقوية الأطر الأمنية المشتركة بين أوروبا ودول الأطلسي، معتبراً أنّ دور الدول الغربية الكبرى لا يتوقف عند دعم الجناح الشرقي لـ"الناتو"، بل يجب أيضاً دعم الدول الأوروبية من خارج "الناتو"، والتي باتت اليوم "مهدّدة بشكل كبير بالتعرّض لاعتداء روسي" مثل مولدوفا، وجورجيا، ودول غرب البلقان.

ويجتمع جونسون، اليوم الإثنين، مع رئيسي وزراء كندا وهولندا للتباحث في "تشكيل ائتلاف للمساعدات الإنسانية" لأوكرانيا، بينما يناقش البرلمان البريطاني توسيع دائرة العقوبات التي تشمل رجال أعمال من الروس.

ومن المقرر أن يستضيف جونسون، غداً الثلاثاء، زعماء من جمهورية التشيك والمجر وبولندا وسلوفاكيا، وهي الدول المحاذية لأوكرانيا، لمناقشة تبعات تدفّق اللاجئين الأوكرانيين إليها.

وعلى الرغم من نفي جونسون إرسال الدول الغربية قوات قتالية إلى أوكرانيا لمواجهة الجيش الروسي، صرّح وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، يوم الأربعاء الماضي، بأنّ مقاتلين "من 16 دولة يبلغ عددهم أكثر من 1000 شخص في طريقهم إلى أوكرانيا". 

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.

اخترنا لك