رغم القمع والحصار.. البحرين تنتفض لفلسطين

بعد خروجه من الاعتقال، الناشط علي مهنا يؤكد في حديث إلى الميادين نت أن "التظاهرات ستستمر من أجل قدسنا الغالية ولن يوقفها أي اعتقال".

  • رغم القمع والحصار.. البحرين تنتفض لفلسطين
    رغم القمع والحصار.. البحرين تنتفض لفلسطين

يواصل شعب البحرين التعبير عن رفضه  لزيارة وزير خارجيّة الاحتلال الإسرائيلي الذي وصل إلى المنامة، يوم الخميس 30 أيلول/سبتمبر 2021 لافتتاح سفارة الاحتلال الإسرائيلي.

فرغم القمع المتواصل، أخذ الشعب البحريني على عاتقه قضية فلسطين، ورغم التطبيع والحصار الأمني المشدد وقمع الحريات كان اليوم هو يوم فلسطين  في "جمعة غضب ضدّ التطبيع" .

في آخر رصد لجمعيات بحرينية وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة ما يحدث بالتفصيل، تم إطلاق النار على سلميين، كما مُنع عدد من المواطنين من الصلاة في جامع راس رمان بحجة أن عنوانهم خارج المنطقة.

كذلك انتشرت صور تظهر لحظة اعتقال الناشط علي مهنا  الذي خرج قبل قليل موقّعاً على تعهد بعدم المشاركة في مسيرات.

مهنا: مهما كان الثمن  فهو رخيص وقليل في حق قدسنا

وبعد خروجه من التوقيف قال الناشط علي مهنا، في حديث إلى الميادين نت، إن "التظاهرات ستستمر من أجل قدسنا الغالية ولن يوقفها أي اعتقال، ولن يوقفها عنف وقسوة في التعامل من قبل السلطات مع هذه التظاهرات". 

وأضاف مهنا "مهما كان الثمن  فهو رخيص وقليل في حق قدسنا، فالمسألة عندنا تتجاوز العروبة ومسألة الانتماء إلى منطقة واحدة".

وتابع: "المسألة عندنا هنا مسألة دين وعقيدة، القدس أولى القبلتين وتكليفنا هو أن ندافع عن القدس وأن ننصرها".

وختم قائلاً "قضية القدس ليست قضية سياسية، ولذلك سنبقى ندافع عن القدس مهما كان الثمن".

ماذا حصل اليوم في البحرين؟

من جهته، رئيس منتدى البحرين لحقوق الانسان باقر درويش قال في حديث إلى الميادين نت إن السلطات الرسمية أقدمت اليوم على فعل ما تجيد عمله طوال سنوات من القمع السياسي؛ حيث قمعت تظاهرتين الأولى في منطقة رأس رمان والثانية في منطقة سترة".

وسأل درويش في حديثه، "علامَ يعوِّل الصهاينة في بناء تحالفهم الاستيراتيجي مع حكومة البحرين –التي لا تمثل الشعب-، وهي حكومة تخاف من التظاهرات المحدودة ولا تستطيع التصريح حتى لإحدى مؤسسات المجتمع المدني بالسماح بتنظيم وقفة احتجاجية".

وأضاف "من اللافت أن ما قاله أوهاد حيمو (محلل صهيوني للشؤون العربية) أثناء افتتاح البعثة الدبلوماسية لكيان الاحتلال في البحرين بأنَّ التظاهرات في البحرين ضد الزيارة كانت متوقعة جداً، وأنَّه كانت هناك حملة على وسائل التواصل في البحرين ضد هذه الخيانة للفلسطينيين، لكن النظام البحريني يواصل التقدم في هذا المسار".

وتابع درويش قائلاً "هذا التعليق يعطينا مؤشرين: المؤشر الأول هو أنَّ الرأي العام الصهيوني يدرك حجم الفشل الرسمي في إنجاح مشروع التطبيع على المستوى الشعبي، وهو يوصّف هذه الخطوات الشنيعة بخيانة الفلسطينيين، والمؤشر الثاني هو  أنَّ خطوات مناهضة التطبيع على الصعيد الشعبي ستذهب إلى صور متعددة فيما يتعلق بالمناهضة الاقتصادية والثقافية، مشهد حرق الملابس الإسرائيلية هو مثال على ذلك".

عبد الرسول: سنواصل رفضنا للتطبيع بشكلٍ متواصل ومكثف

بدوره، قال عضو الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع عبد الرسول، للميادين نت،  إنه "لا يوجد في الأفق ما يؤشر على احتمالية أن تستجيب الحكومة لصوت الشعب لغلق السفارة في المنامة"، مشيراً إلى أنهم في الجمعية لا يدعون إلى الخروج عن السلمية.

وأضاف "سنواصل رفضنا للتطبيع بشكلٍ متواصل ومكثّف، خاصة عبر المبادرة الوطنية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني (تضم 25 جمعية اهلية وسياسية ونسوية عمالية)، وسنعمل على دعوة الجمهور والتجار إلى مقاطعة البضائع الصهيونية ومقاطعة المحال التي تتعاطى بها".

أما عن جدوى التحركات، فقد قال "إذا كان السكوت وعدم إظهار الرفض عاراً فلا بد أن تكون للتحركات  جدوى، أولاً ًلنعلن براءتنا من التطبيع ولنساند، ولو معنوياً، صمود الشعب الفلسطيني الصابر".

وتابع قائلاً  إنه "كيان استعماري احتلالي، وبعد تاريخ طويل من الإجرام لا بد لكل صاحب ذرّة ضمير أن يرفض التطبيع"، مضيفاً أن "هذا الرفض نابع من العقل والقلب ومن كل خلية في كياننا".

وختم قائلاً "لو لم يوجد بصيص أمل بزوال الكيان الإجرامي لرفضناه ،فكيف والحال ملؤنا اليقين بزواله".

 قمع التظاهرات وتفريقها سجّلا إصابات في صفوف المشاركين

منظمة "أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين" أدانت أساليب الانتهاكات والقمع التي تعرّض لها المشاركون في تظاهرات سلمية خرجت اليوم الجمعة في بلدة رأس رمان، تنديداً بتطبيع حكومة البحرين مع الكيان الإسرائيلي واستقبالها لوزير خارجيته على أرض البلاد.

وقالت في بيانٍ لها "خلال قمع التظاهرات وتفريقها سُجلّت إصابات في صفوف المشاركين من جرّاء رمي قنابل صوتية ومسيّلة للدموع فقط، لأنهم يعبّرون عن آرائهم ويمارسون أبسط حقوقهم في حرية التجمع".

كما حمّلت المنظمة وزارة الداخلية مسؤولية ما قامت به قوات الأمن تجاه المتظاهرين السلميين وتطالب بالتعويض للمشاركين المصابين، داعيةً البحرين إلى الالتزام بما وقّعت عليه من معاهدات دولية تنص على الحق في حرية التعبير والتجمّع.

 

 

 

أنظمة عربية عدة، وبعد سنوات من التطبيع السري مع الاحتلال الإسرائيلي، تسير في ركب التطبيع العلني، برعاية كاملة من الولايات المتحدة الأميركية.

اخترنا لك