رفض فلسطيني لزيارة بايدن.. التمسك بحق العودة والمقاومة

ناشطون فلسطينيون يعبّرون عن رفضهم زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمنطقة.

  • رفض فلسطيني لزيارة بايدن.. التمسك بحق العودة والمقاومة
    رفض فلسطيني لزيارة بايدن.. التمسك بحق العودة والمقاومة

تظاهر الفلسطينيون، اليوم الجمعة، في مدينة بيت لحم، رفضاً لزيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمنطقة، ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وجاءت زيارة الرئيس الأميركي وسط "تشدّد أمني"، ونشر 1500 عنصر أمن فلسطيني في مدينة بيت لحم ونطاق كنيسة المهد، في خطوة من أجل تقييد حركة المتظاهرين من المناطق الفلسطينية إلى مدينة بيت لحم، في الوقت الذي حذّرت الفصائل الفلسطينية من خطورة الزيارة، والانصياع أمام الإدارة الأميركية.

يُشار إلى أن المدن الفلسطينية شهدت مسيرات ووقفات، يوم أمس الخميس، بمشاركة الفصائل وسياسيين وناشطين. وأعرب المشاركون عن رفضهم سياسة الإدارة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية، وأكدوا أنّ المقاومة هي الحل الوحيد لاستعادة الأرض والحقوق الفلسطينية.

ورفع المشاركون لافتات تؤكد موقف الشارع الفلسطيني المعارض لتوجهات السلطة الفلسطينية وسياساتها، والوقوف في مواجهة التطبيع العربي، والحلف الأميركي الإسرائيلي.

"بايدن .. لا أهلاً ولا سهلاً بك في فلسطين"

وقال عضو التجمع الوطني الديمقراطي، عمر عساف، للميادين نت، إنّ زيارة بايدن تأتي في إطار تأمين النفط، وحلّ أزمة الأوروبيين، وإعادة ترتيب الأولويات، بعد العملية الروسية في أوكرانيا، وأيضاً من أجل تعزيز أمن الاحتلال وتطبيع العلاقات مع الدول العربية.

ورأى عساف أن زيارة بايدن للسعودية "خطوة في اتجاه تطبيع علاقاتها مع الاحتلال، ولتصبح جزءاً من الحلف الإبراهيمي"، إلّا أنّ السعودية، وفق عساف، "لن تنضم فوراً إلى الحلف الإبراهيمي، إلّا أن مجرد تسيير رحلات طيران مباشرة بينها وبين الاحتلال هو خطوة نحو التطبيع". 

وأشار إلى أن انعقاد قمة جدة في السعودية، يوم غد السبت، لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، بحضور الرئيس الأميركي ومصر والأردن ورئيس وزراء العراق، خطوة خطيرة على الشعبين الفلسطيني والعربي". 

وأضاف أنّ "الرئيس الفلسطيني محمود عباس يريد تجديد شرعيته، ويعتقد أن بايدن يقدّم إليه الشرعية التي فقدها فلسطينياً. وخلال العقود الأخيرة، أثبتت سياسته أنّها تابعة ولا تستجيب لإرادة الشعب". وشدّد عساف على ضرورة الضغط في اتجاه إجراء انتخابات تمثّل الشارع الفلسطيني.

أميركا تقف في مواجهة المشروع الوطني الفلسطيني 

وفي سياق متصل، أكد بيان مشترك، صدر عن الاتحادات والمنظمات والأطر الشبابية والطلابية الفلسطينية والعربية، رَفْضَ الزيارة وفضح أهدافها وأبعادها الاستعمارية، والهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ودعا البيان الطلبة العرب في الجامعات إلى اتخاذ موقف صريح، رافض لنهج التطبيع، وإلى مواصلة المقاومة والتصدي لتداعيات هذه الزيارة ومخرجاتها، مؤكداً حقّ الشعب الفلسطيني، في الشتات والأراضي المحتلة، في مقاومة المشروع الاستيطاني.

وقال البيان: "إننا في خندق المقاومة الشاملة، لمواجهة الاستعمار والإرهاب الصهيوأميركي وحلفائهما".

بدوره، قال سكرتير القطب الطلابي في جامعة بيرزيت، زيد قدومي، للميادين نت، إنّ الإدارة الأميركية، على مرّ التاريخ، كانت وما زالت تقف في مواجهة المشروع الوطني الفلسطيني، القائم على تحرير الأرض والإنسان، وأكد أن هذه الادارة، بقيادة بايدن، تقدّم الدعم إلى المشاريع الاستيطانية في فلسطين المحتلة.

ولفت إلى أنّ "استقبال السلطة الفلسطينية لبايدن يدلّ على المصالح الفئوية والضيقة" للسلطة، داعياُ إلى إعادة تفعيل دور منظمة التحرير، وتطلعات الشعب الفلسطيني.

يجب التمسك بالمقاومة

وفي السياق، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، للميادين نت، إن زيارة بايدن تأتي بصورة أساسية لدعم الاحتلال، ودمجه في المنطقة العربية، ومن أجل التغطية على جرائمه بحق القضية والشعب الفلسطينيين، و"يتجلى ذلك في الاستعمار الاستيطاني، والتطهير العرقي، واحتجاز جثامين الشهداء، والتهجير القسري في مسافر يطا والأغوار" وغيرهما.

وأكد أن مواجهة الزيارة وتداعياتها تتطلب إنهاء الانقسام، وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني، والتمسك بالمقاومة الشعبية.

وشدّد على ضرورة  الضغط من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن، الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدّة، فيما يتعلق بعودة اللاجئين وحق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية، ومحاسبة الاحتلال أمام المحاكم الدولية، وأبرزها محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

من جهتها، رفضت الفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية وثيقة "إعلان القدس"، الموقَّعة بين الإدارة الأميركية والاحتلال، وقالت إنها تعزز "التعاون الأمني والتفوق العسكري" لمصلحة "إسرائيل"، داعيةً إلى تنظيم التظاهرات الشعبية في مختلف المناطق الفلسطينية، رفضاً لها.

ووصل بايدن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، يوم الأربعاء. وتُعَدّ زيارته الأولى، منذ توليه منصب الرئاسة في البيت الأبيض. ومن المقرَّر أن يلتقي بايدن مجلس التعاون الخليجي يوم غد السبت في السعودية، بمشاركة الأردن ومصر والعراق. وتأتي الزيارة في محاولة لحثّ الدول العربية على الدخول في تحالف في مواجهة روسيا والصين.

اخترنا لك