"الناتو" يعدّ المناورات الروسية البيلاروسية خطراً على أمن أوروبا

في ظل المخاوف الغربية بشأن زعم قيام روسيا بـ"عدوان" وشيك على أوكرانيا، وفي إثر المناورات التي تُجريها روسيا وبيلاروسيا اليوم، وزير الخارجية الفرنسي يعدّ المناورات مؤشر "عنف"، و"الناتو" يرى أنها "خطر" على أمن أوروبا.

  • "الناتو" يعدّ المناورات الروسية البيلاروسية خطراً على أمن أوروبا

في أول ردّ فعل لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، قال أمينه العام، ينس ستولتنبرغ، إنّ المناورات العسكرية الروسية - ـالبيلاروسية تمثّل "لحظة خطيرة" على أمن أوروبا.

وأضاف ستولتنبرغ، في تصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، "أننا نتابع عن كثب انتشار روسيا في بيلاروسيا، وهو الأكبر منذ انتهاء الحرب الباردة".

وكرّر تحذيره من أنّ "هذه لحظة خطيرة بالنسبة إلى أمن أوروبا"، مشدداً على أنّ "عدواناً جديداً من روسيا على أوكرانيا، سيقود إلى تعزيز وجود الحلف الأطلسي، وليس إلى خفضه".

وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أنّ المناورات مؤشر "عنف"، وفق تعبيره.

وفي مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر"، قال لو دريان إنّ "الموقف الفرنسي تحكمه ثلاثة معايير، هي الحزم والتضامن مع أوكرانيا، والحوار مع روسيا، تجنباً لأي تصعيد".

ويأتي موقف وزير الخارجية الفرنسي بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، بدء التدريبات العسكرية الروسية البيلاروسية المشتركة تحت عنوان "حزم الاتحاد-2022" في بيلاروسيا.

وقالت الوزارة، في بيان، إنّ التدريبات المشتركة "بدأت كجزء من المرحلة الثانية لاختبار جاهزية قوات رد الفعل لدولة الاتحاد"، مشيرة إلى أنها "بهدف إتقان مهمّات التصدي لعدوان خارجي خلال عملية دفاعية، فضلاً عن مكافحة الإرهاب وحماية مصالح الدولة الاتحادية".

وتأتي هذه المناورات، التي تستمرّ حتى الـ20 من شباط/فبراير، بالتزامن مع الخلاف بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، بينما اعتبرت كييف أن المناورات وسيلة "للضغط النفسي".

وفي ردّه على المخاوف الغربية، شدّد الكرملين على أنّ "الجنود الروس في بيلاروسيا سيعودون بعد انتهاء المناورات".

وأعلن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس الأربعاء، أنّ روسيا وبيلاروسيا "تواجهان تهديدات غير مسبوقة"، و"يبدو أنّ كثافتها للأسف أكبر كثيراً وأشدّ خطورة مما كان عليه الأمر في الماضي"، وهو الأمر الذي يفسّر حجم التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين، بحسب بيسكوف.   

ونشرت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأربعاء، نظام الدفاع الجوي، "أس 400"، في مقاطعة بريست في بيلاروسيا استعداداً للمناورات المشتركة.

وبالتزامن مع التدريبات الروسية - البيلاروسية، ستُجري أوكرانيا أيضاً من الـ10 إلى الـ20 من شباط/فبراير تدريبات عبر استخدام طائرات "بيرقدار" التركية الهجومية، وصواريخ "جافلين" الأميركية، المحمولة والمضادة للدبابات، وصواريخ NLAW المحمولة والمضادة للدروع.

وسيتوجه المستشار الألماني أولاف شولتس، الأسبوع المقبل، إلى كييف وموسكو من أجل عقد محادثات منفصلة مع الرئيسين الأوكراني والروسي، علماً بأن اجتماعه مع الأخير سيكون أول لقاء مباشر بينهما.

وفي السياق، حذّر الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، جون كيربي، أمس الأربعاء، من أنّ  الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواصل إرسال جنوده إلى الحدود مع أوكرانيا.

من جانبه، أجرى رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي اتصالاً هاتفياً اليوم الخميس بنظيره البيلاروسي الجنرال فيكتور غوليفيتش، بهدف تجنّب احتمال وقوع "حوادث غير محسوبة"، في الوقت الذي باشرت فيه روسيا وبيلاروس مناورات عسكرية مشتركة، وفق ما أفاد "البنتاغون".

وقال المتحدث باسم الجنرال ميلي الكولونيل ديف باتلر في بيان مقتضب، إنّ "هذه المكالمة هدفت خصوصاً الى الحدّ من أخطار وقوع حادث" و"تبادل الآراء حول الأمن الأوروبي الراهن".

وأوضح باتلر أنّ المسؤولين العسكريين توافقا على عدم كشف تفاصيل هذه المشاورات.

اخترنا لك