"أيها الإخوة الإيطاليون، إيطاليا استيقظت".. وحققت كأس العالم

في مثل هذا اليوم، 9 تموز/يوليو 2006، فازت إيطاليا في نهائي كأس العالم في العاصمة الألمانية برلين.

  • منتخب إيطاليا بطل لكأس العالم 2006 (أرشيف)
    منتخب إيطاليا بطل لكأس العالم 2006 (أرشيف)

سُميت إيطاليا "جنة كرة القدم"، إذ كان جميع اللاعبين يتمنون السفر إلى بلاد الموضة والفن، ليلعبوا كرة القدم في فريق إيطالي. لم يكن اسم إيطاليا عابراً في تاريخ كرة القدم على الصعيد الدولي، حيث كانت من أوائل الذين حققوا لقب كأس العالم لكرة القدم. وعلى قميص الفريق، حيث يسكن القلب على اليسار، 4 نجوم ذهبية تثبت أن إيطاليا واحدة من أعرق الدول في عالم كرة القدم.

اليوم 9 تموز/يوليو قد يكون تاريخاً عابراً بالنسبة إلى الكثير من الأشخاص، ولكنه يوم مجيد بالنسبة إلى الإيطاليين، وإلى عشاق كرة القدم. وقد يكون يوماً حزيناً لآخرين، ففي مثل هذا اليوم منذ 14 عاماً، في العاصمة الألمانية برلين، دخل منتخب "الأزوري" إلى الملعب الأولمبي. شحذ اللاعبون الهمم، ورفعوا أصواتهم بالنشيد: "أيها الإخوة الإيطاليون، إيطاليا استيقظت، وربطت خوذة اسكيبو على رأسها، أين النصر؟".

الجواب على السؤال الأخير كان في أرض الملعب، فوق المستطيل الأخضر. إيطاليا التي لم تكن مرشحة، وقفت في وجه المنتخب الفرنسي، الكتيبة التي كان يقودها مارتشيلو ليبي مدرب المنتخب الإيطالي في ذلك العام، لم تكن مرشحةً للفوز باللقب ولكنها هزت فرنسا بركلات الترجيح، وحقّقت النجمة الرابعة.

في العاصمة برلين، استيقظ المنتخب الإيطالي ليغطي على فضائح الفساد "الكالشيو بولي". لقد نسي العالم كل الأمور السيئة، وتذكروا "نطحة" زيدان على ماتيرازي في المباراة النهائية، والركلة الأخيرة لفابيو غروسو. الصورة الراسخة في ذلك العام كانت فابيو كانافارو يرفع الكأس الذهبية، وجينارو غاتوزو يخلع ملابسه محتفلاً بجنون. 

في العام 2006، كان قد مر 24 عاماً على آخر تتويج لإيطاليا بلقب كأس العالم، حيث كان التتويج الأخير في مونديال إسبانيا في العام 1982، ولكن ما الذي حدث في العام 2006؟ مجموعة من النجوم وأسماء لامعة في سماء الكرة العالمية كانت تعيش وتلعب في إيطاليا وصلت إلى النهائي وحاكت النجمة الرابعة على قميص المنتخب الوطني.  

مسيرة إيطاليا في تلك البطولة جاءت على الشكل التالي: تعادل وانتصاران في دوري المجموعات، وتصدر للمجموعة بـ7 نقاط. في دور الـ16، عبرت إيطاليا بشق الأنفس أمام أستراليا بركلة جزاء من فرانشيسكو توتي في الدقائق الأخيرة. وبعدها فوز مريح على أوكرانيا (3-0). تبقى لإيطاليا بضع خطوات لبلوغ النهائي، ولكن الخصم كان قوياً وصعباً، صاحب الأرض والضيافة المنتخب الألماني. هذه المرة كان العنوان "المستحيل ليس إيطالياً"، عوضاً عن "ألمانياً"، ثنائية إيطاليا في الأشواط الإضافية سمحت لإيطالي في الوصول إلى النهائي. 

نهائي العاصمة برلين كان مثيراً. الدقائق الأولى شهدت ركلة جزاء لفرنسا. زيدان تقدم، وسجلها على بوفون بطريقة رائعة، لا بل "مذهلة" في الدقيقة السابعة. بدا أن "المنتخب الأزرق" في طريقه إلى الانهيار، لكن إيطاليا لا تموت. رأسية ماركو ماتيراتزي لم تتأخر، حيث سجل التعادل في الدقيقة الـ19، وبقيت المباراة على حالها: تعادل وصمود إيطالي في الخط الخلفي، ولكن نقطة التحول كانت عندما قال المعلق: "فرنسا لا تساوي شيئاً من دون زيدان". في الدقيقة 110، "نطح" زيدان ماتيراتزي، وطرد. بعدها، أضاع دافيد تريزيغيه ركلة الجزاء، وكان الأمر متوقعاً من أي لاعب إلا "تريزيغول".

قصة جميلة سطّرها المنتخب الإيطالي في كأس العالم 2006 في ألمانيا. إنها ملحمة كروية في النهائي، وإصرار على إعادة إيطاليا إلى الواجهة.