"غلوبال تايمز": الولايات المتحدة إمبراطورية الأكاذيب

استخدمت الولايات المتحدة البارود الأبيض كدليل مزعوم على امتلاكا العراق أسلحة دمار شامل ثم شنت حرباً عليه، مما أسفر عن مقتل ما بين 200000 و250000 مدني عراقي.

  • كولن باول خلال عرضه عينة من البارود الأبيض المزعوم في الأمم المتحدة.
    كولن باول خلال عرضه عينة من البارود الأبيض المزعوم في الأمم المتحدة.

قالت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية إن ما يسمى بـ"قانون منع العمل الجبري للأويغور"، الذي يشوّه بشكل خبيث حالة حقوق الإنسان في إقليم شينجيانغ الصيني، ذي الأغلبية المسلمة، سيدخل حيز التنفيذ في 21 حزيران / يونيو الجاري.

وأشارت الصحيفة في تحقيق لها إلى أن هذا القانون هو أحدث مثال على كيفية قيام الولايات المتحدة بشن حملات تضليل ضد الصين. وأشار الخبراء إلى أنه بدءاً من المؤسسات البحثية والمنح الدراسية التي تموّل ضد الصين وحتى السماح بالتقارير الخبيثة والكاذبة، وتضخيم الموضوعات المعادية للصين في وسائل الإعلام الأميركية، وتدخل السياسيين الأميركيين، تسن الحكومة الأميركية مثل هذه القوانين الشريرة. في إطار إتقانها لخلق معلومات مضللة. فقد أعلنت الولايات المتحدة، في 27 نيسان / أبريل الماضي، عن إنشاء مجلس إدارة المعلومات المضللة التابع لوزارة الأمن الداخلي الأميركية. ومع ذلك، تم توقيف عمل المجلس بعد ثلاثة أسابيع فقط من إثارة مخاوف جدية بشأنه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في إفادة إعلامية في 8 حزيران / يونيو الجاري، رداً على سؤال يتعلق بمجلس إدارة المعلومات المضللة: "إن حكومة الولايات المتحدة نفسها هي الموزع الأساسي للمعلومات المضللة". وأشار الكاتب الألماني مايكل لودرز في كتابه" القوة العظمى المنافقة" إلى أن حكومة الولايات المتحدة بارعة جداً في اختيار وتشويه الحقائق، والحد من مصدر المعلومات، واستقطاب الرأي العام من أجل طمس الحقائق والتأثير على حكم الناس .. لتحقيق مكاسب جيوسياسية واقتصادية".

في الشهر الماضي، أثار خطاب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما حول المعلومات المضللة والديمقراطية جدالاً محتدماً. في حين أن ما حاول قوله هو أن المعلومات المضللة تضر بالديمقراطية الأميركية، أشار العديد من مستخدمي الإنترنت إلى أن كلماته كشفت بالفعل كيف شنت الولايات المتحدة حملات تضليل في دول أخرى، بما في ذلك عمليات دعائية تهدف إلى تضليل المواطنين وتؤدي إلى انعدام الثقة في قادتهم.

وقال لو شيانغ، الباحث في الأكاديمية الصينية العلوم الاجتماعية، لــ"غلوبال تايمز": "إن الدعاية واسعة المدى هي جزء مهم من الاستراتيجية العالمية للولايات المتحدة لتأسيس هيمنتها العالمية والحفاظ عليها وتعزيزها. وقد تم تسريع استراتيجية الاتصالات الخارجية الأميركية المؤسسية بعد الحرب العالمية الثانية".

وقال السفير الكوبي لدى الصين، كارلوس ميغيل بيريرا، لـ"غلوبال تايمز" إن الولايات المتحدة تحب أن تغذي آلة الدعاية القوية لديها لتقديم وجهة نظر عالمية مشوهة لا تتوافق مع الواقع لحماية مصالحها السياسية.

وقال الباحث مايكل لودرز للصحيفة في مقابلة سابقة إن الولايات المتحدة "منافقة لأنها في الوقت الذي تستشهد فيه دائمًا بالقيم العليا، تتبع في الواقع نوعاً من السلطة السياسية التي تتسم بالقسوة والدم البارد. وإشارتها إلى القيم العليا هي التلاعب بها".

وأضافت الصحيفة أنه في تشرين الثاني / نوفمبر 2021، حضت الحكومة الإثيوبية الحكومة والمنظمات الأميركية ذات الصلة على التوقف عن نشر الأكاذيب حول إثيوبيا. وقال وزير الدولة الإثيوبي للاتصالات، كيبيدي ديسيسا، إن على الحكومة الأميركية "الامتناع عن نشر أخبار كاذبة مخزية والتشهير فيما يتعلق بإثيوبيا".

ورأت "غلوبال تايمز" أن الولايات المتحدة تدعي أنها تعمل باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن هناك فجوة كبيرة بين هذه المثالية والواقع. فقد قال الخبراء إن معلومات أميركا المضللة تسبب ضرراً كبيراً، على المواطنين العاديين تحمّله. فقد استخدمت الولايات المتحدة البارود الأبيض كدليل على امتلاك أسلحة دمار شامل ثم شنت حرباً على العراق، مما أسفر عن مقتل ما بين 200000 و250.000 مدني عراقي. كما استخدمت واشنطن مقطع فيديو تم تصويره من قبل "الخوذ البيضاء" والمعلومات الاستخبارية الكاذبة التي قدمتها على أنها "دليل"، كي تشن ما يسمى بـ"الحملة الجوية الأكثر دقة في التاريخ" ضد سوريا، حيث أودت بحياة أكثر من 1600 مدني بريء في غارة واحدة. 

حرب المعلومات على الصين

قال الباحث الصيني لو إنه منذ تطبيع العلاقات الصينية الأميركية، لم تتخلَ الولايات المتحدة عن استخدامها للأسلحة الأيديولوجية وقدرات وكالات الاستخبارات الأميركية لاحتواء تنمية الصين وتقويض الاستقرار السياسي. فمنذ عام 2018، تروّج الولايات المتحدة باستمرار لموضوعات "حقوق الإنسان" في منطقة شينجيانغ الإييغورية ذاتية الحكم في الصين. يتضمن أسلوب عملها، كما أشار لو، السماح لوسائل الإعلام أولاً بخلق مواضيع غامضة، تليها وكالات الاستخبارات اختيار المرشحين المناسبين وتقديمهم على أنهم "هاربون" لقبول المقابلات في وسائل الإعلام، تليها ما يسمى بالتقارير البحثية لمراكز البحوث المناهضة للصين. بعد ذلك، تحشد حكومة الولايات المتحدة عادة العديد من "منظمات حقوق الإنسان" التي تدعمها سراً أو علناً ​​لنشر الموضوع والدعوة إلى "عقوبات". بعد ذلك، تستجيب حكومة الولايات المتحدة لهذه الدعوة.

كما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان كيف أطلقت الولايات المتحدة حملة تضليل خلال جائحة كوفيد-19". وقال: "ربما ما زلت تتذكر أن الولايات المتحدة قللت من خطر وسرعة انتقال مرض فيروس كورونا في بداية جائحة كوفيد-19، وواصلت نشر معلومات مضللة حول أصول الفيروس. تم تصنيف المعلومات المضللة حول كوفيد من قبل الولايات المتحدة الأميركية من قبل عدد من الموقع الاكترونية الأميركية بأنها "كذبة العام 2020". ونتيجة لذلك، فقد أكثر من مليون أميركي من الأرواح البريئة حيواتهم بسبب الفيروس، مما يجعل الولايات المتحدة الدولة التي لديها أعلى حصيلة وفيات كوفيد بالإضافة إلى أكثر الحالات المؤكدة، أضاف تشاو.

وتابع تشاو: "كلما زادت الأكاذيب التي تقولها الحكومة الأميركية، زاد الضرر الذي يلحق بسمعتها وعدم مصداقيتها. على الولايات المتحدة أن تكف عن تلفيق ونشر المعلومات الكاذبة، والتوقف عن الاعتزاز بكونها "إمبراطورية أكاذيب".

ووفقًا لمقياس إلدمان تراتس لعام 2022، قال حوالي 39 في المائة فقط من المشاركين الأميركيين إنهم يثقون في حكومة بلدهم، وهو ما يقرب من أدنى مستوى تم تسجيله على الإطلاق.