"آسيا تايمز": صوت من ماضي فرنسا يتحدث عن مستقبل أوروبا

مع عدم تحقيق انتصارات في ساحة المعركة في أوكرانيا، بدأت العواصم الغربية تتساءل عما قد يكون التالي، وكيفية تسويق عبارة "الصراع المجمد" وشرحها للناخبين.

  • الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي
    الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي

نشر موقع "آسيا تايمز" الصيني مقالاً تناول فيه ظهور الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي "كداعم لروسيا"، والحاجة إلى واقعيته "لإنهاء الحرب في الساحة السياسية الغربية"، في مقابل تمسك المنظومة الغربية بالأوهام، على الرغم من فشل الهجوم الأوكراني المضاد، منذ 4 أشهر حتى الآن.

في ما يلي نص المقال مترجماً إلى العربية بتصرّف:

من المعروف أن مؤلفي الكتب، غالباً ما يروجون لمؤلفاتهم عبر المقابلات الصحفية. وهذا ما قام به الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي للترويج لمذكراته، مطلقاً عاصفة بسبب ظهوره كداعم لروسيا.

وقال ساركوزي الذي تولى  ولاية رئاسية واحدة: "إن روسيا جارة لأوروبا ونحن بحاجة إليها وهي بحاجة إلينا". وعن حرب أوكرانيا، قال: "إنّ أوروبا بحاجة إلى استراتيجية أوضح، وعلى أوكرانيا  أنّ تظل محايدة، وألا يتم قبولها في منظمة حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي". وكانت أكثر تصريحاته إثارة للجدل حول شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في عام 2014، إذ صرح ساركوزي: "إن إعادة تلك الأراضي كما يقترح البعض ليس أكثر من وهم".

ساركوزي، واحد من شريحة ليست بالصغيرة من الأصوات في مختلف أنحاء الدول الغربية، الذين يعاكسون الرؤية الرسمية لبلدانهم والتي قد تنتهي بها الحرب في أوكرانيا. ويرتفع صوت هؤلاء المعترضين بالتزامن مع تعثر الهجوم الأوكراني، الذي يوضح هشاشة رؤية الغرب للكيفية التي قد تنتهي بها هذه الحرب.

على عتبة شتاء السنة الثانية من الحرب في أوكرانيا، من اليقين أنّها ستكون عنصراً أساسياً في الانتخابات الأوروبية والأميركية في العام المقبل. وإلى حينه، سيزداد الاستياء من النتائج في عموم دول حلف  "الناتو"، لتصير المقترحات غير العادية التي تطرحها أصوات مثل ساركوزي، تعبيراً عميقاً عن حالة عدم اليقين السائدة والبحث عن مخرج لنهاية الحرب.

قبل أيام من تصريحات ساركوزي، اقترح ستيان غنسن، مدير المكتب الخاص للأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أنّ تتخلى أوكرانيا عن المطالبة بالأراضي من روسيا في مقابل الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وعبر المحيط الأطلسي اتخذ فيفيك راما سوامي المرشح الجمهوري (غير المشهور) للرئاسة، موقفاً متشدداً من أوكرانيا خلال مناظرة تلفزيونية، وقال في حال فوزه سيمنع المساعدات المالية عن أوكرانيا، و كرر ما قاله ساركوزي عن منع دخول أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ومقايضة الأراضي بسلام مع روسيا.

ربما كان صوت راما سوامي  متفرداً على خشبة المناظرات التلفزيونية، ومن أقلية بين السياسيين الجمهوريين الرئيسيين، لكن وجهة نظره لها جاذبية مع قاعدة الرئيس السابق دونالد ترامب، وينطبق الشيء نفسه على ساركوزي، الذي يتمتع بقدر كبير من التأثير في السياسة الفرنسية.

من الأسباب التي تجعل من تعليقات ساركوزي تحظى بمثل هذا القدر من التأييد هو أنها تقال في غياب السياسة  لدى المنظومة الغربية، والتمسك بالأوهام بعناد، بالرغم من فشل الهجوم الأوكراني منذ 4 أشهر حتى اليوم في تحقيق ما يذكر. مع ذلك، يستمر الموقف الغربي المتطرف حول استعادة الأراضي من روسيا في شرق البلاد وفي شبه جزيرة القرم، وليس من الواضح ما إذا كان لهذه الحكومات القدرة على صراع  مطول لسنوات، ناهيك بقدرة شعوبهم.

خلال العام الماضي، تجاهل القادة الغربيون هذه التفاصيل، على أمل أن تؤدي الانتصارات في ساحة المعركة إلى تغيير الحسابات السياسية. ولكن مع عدم حدوث ذلك حتى الآن، بدأت العواصم الغربية تتساءل عما قد يكون التالي، وفي كيفية تسويق عبارة "الصراع المجمد" وشرحها للناخبين.

بعبارة أخرى، إذا لم يكن هناك تغيير جدي في الحرب الأوكرانية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، فمن شبه المؤكد أنها ستستمر حتى الربيع المقبل، ما يؤكد الحاجة إلى "واقعية" ساركوزي، لإنهاء الحرب في الساحة السياسية الغربية لا في ساحة المعركة في أوكرانيا.