إلغاء صفقة الأسلحة الضخمة سيكون ضربة قاسية للعلاقات الهندية - الإسرائيلية

إذا ما تم بالفعل إلغاء الصفقة فإن ذلك سيكون ليس ضربة فقط لـ "رافائيل"، وليس فقط ضربة تلحق بهيبة الصناعات الأمنية الإسرائيلية التي أصبحت الهند أحد أهم الأسواق لمنظومات الأسلحة التي تنتجها. بل إن ذلك سيكون ضربة قاسية للعلاقات بين الدولتين وبخاصة على خلفية الشعور بأن نتنياهو ومودي، الذي يقف على رأس حزب يميني – محافظ، يمتلكان رؤية واحدة في الكثير من المواضيع ونجحا في خلق حالة من الكيمياء (الانسجام) الشخصية بينهما.

لقد فازت "رافائيل" بالمناقصة بعد أن تنافست مع الصاروخ "جافلين" الذي تنتجه مجموعة من الشركات الأميركية الكبيرة

مستقبل صفقة الأسلحة الكبيرة، التي تبلغ قيمتها نصف مليار دولار، لهيئة تطوير الوسائل القتالية ("رافائيل") مع الهند يلفه الضباب. فقد أعلنت "رافائيل" في شهر آب / أغسطس 2017 أنها ستقوم بتزويد الجيش الهندي بصواريخ مضادة للدبابات من طراز "سبايك"، وحتى أنه تم من أجل ذلك إقامة مشروع مشترك مع شركتين هنديتين لإنتاج قسم من الصورايخ في مدينة حيدر آباد الهندية. وقد بدأت بالفعل عملية نقل المعرفة والتكنولوجيا اللازمة لذلك.

لقد فازت "رافائيل" بالمناقصة بعد أن تنافست مع الصاروخ "جافلين" الذي تنتجه مجموعة من الشركات الأميركية الكبيرة. وأثار فوز "رافائيل" الاستغراب في العديد من الأوساط الهندية، وسُمعت منذ اللحظة الأولى تحفظات على الصفقة في الجيش الهندي وفي وزارة الدفاع ووسائل الإعلام. إلا أن "رافائيل" لم تكن قلقة من ذلك. وقد قال المسؤولون في هذه الشركة الحكومية: لقد فزنا بالمناقصة وفق القانون ولدينا عقد. وعلاوة على ذلك، أضاف المسؤولون في "رافائيل"، إن العلاقات بين الهند وإسرائيل لم تكن في وقت ما أفضل مما هي عليه اليوم، وإن رئيس الحكومة الهندية (ناريندرا) مودي صديق مقرب لإسرائيل، وهو قد قام مع رئيس الحكومة نتنياهو،قبل عدة أشهر، بتغطيس أرجلهم في المياه خلال جولة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.

 

إلغاء الصفقة سيكون ضربة قاسية لـ "رافائيل"

إلا أنه انتشرت، يوم الاثنين، تقارير في بعض وسائل الإعلام الهندية تقول بأن وزارة الدفاع تنوي إلغاء الصفقة وستقوم بدلاً من ذلك بتطوير صاروخ محلي الصنع كجزء من السياسة التي يتبعها مودي لتطوير قدرات الصناعات العسكرية لبلاده.

لقد فاجأت هذه الأخبار "رافائيل". وسارع المسؤولون فيها إلى الاتصال مع نظرائهم الهنود لمعرفة إذا ما كانت هذه الأخبار صحيحة أم لا، ولكنهم لم يحصلوا على إجابات واضحة. وفي موازاة ذلك قال المتحدثون باسم الشركة في إسرائيل إنهم لم يتلقوا أي بلاغ رسمي حول إلغاء الصفقة أو أي تأخير للمشروع، وعليه فإن الأمور من وجهة نظرهم "على ما يرام". لكن في الغالب في مثل هذه التقارير الصحافية، التي تستند إلى معلومات خاصة أو تسريبات، ليس هناك دخان بدون نار.

وإذا ما تم بالفعل إلغاء الصفقة فإن ذلك سيكون ليس ضربة فقط لـ "رافائيل"، وليس فقط ضربة تلحق بهيبة الصناعات الأمنية الإسرائيلية التي أصبحت الهند أحد أهم الأسواق لمنظومات الأسلحة التي تنتجها. بل إن ذلك سيكون ضربة قاسية للعلاقات بين الدولتين وبخاصة على خلفية الشعور بأن نتنياهو ومودي، الذي يقف على رأس حزب يميني – محافظ، يمتلكان رؤية واحدة في الكثير من المواضيع ونجحا في خلق حالة من الكيمياء (الانسجام) الشخصية بينهما.

 

ترجمة: مرعي حطيني