"نيوزويك": اتفاقات إبراهام في خطر.. لماذا؟

العلاقات العلنية مع "تل أبيب" قللت من قيمة الدول العربية التي تقوم بذلك لا العكس، وفق مجلة "نيوزويك".

  • اتفاقيات التطبيع (أرشيف).
    اتفاقيات التطبيع (أرشيف).

مجلة "نيوزويك" تتحدث عن اتفاقيات التطبيع مع "إسرائيل"،وتقول إن تآكل التماسك الاجتماعي في تل أبيب يشكل عاملاً آخر يثير قلق دول الخليج.

وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:

ذكرت مواقع إعلامية سعودية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تدرس خططاً لتقليص علاقاتها مع "إسرائيل". وتوقف سفيرها في تل أبيب مؤقتًا عن لقاءاته مع المسؤولين الرسميين، بينما أعلن رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، أن بلاده لا يمكنها العمل مع بنيامين نتنياهو، ما دامت العناصر المتطرفة في حكومته خارج السيطرة. وفي الأسببوع الماضي التقى حاكم الإمارات محمد بن زايد برئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت، في إشارة واضحة على تفضيل أبو ظبي، لحكومة تل أبيب السابقة.

على الرغم من بعض تصاعد حدة الصراعات الإقليمية، تحاول دولة الإمارات اتباع سياسات طموحة في أن تتحول إلى"سويسرا" في المنطقة، وأن يُنظر إليها على أنها دولة مسالمة وحديثة، ومليئة بالفرص الاقتصادية المفتوحة للجميع.

 وبالفعل، تتمتع دولة الإمارات بعلاقات جيدة مع العديد من الدول إلى حد ما، وهي مؤهلة لأن تعزز من موقعها كمركز تجاري عالمي. وقد تكون هذه الطموحات السياسية والاقتصادية، ما أدى جزئيًا إلى قرار محمد بن زايد الانضمام إلى "اتفاقيات إبراهام".

ترى أبو ظبي، أن حكومة نتنياهو، تمنح الكثير من السلطة للوزراء المتطرفين الذين يعادون السلام ومدفوعين بالإيديولوجية. وهذا سبب وجيه لدولة الإمارات، لتقليص العلاقات مع تل أبيب، خاصة بعد صمت نتنياهو على التصريحات العنصرية والتحريضية، التي أدلى بها عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش.

يشكل تآكل التماسك الاجتماعي في "إسرائيل".، عاملاً آخر يثير قلق دول الخليج، التي تلحظ عمق الانقسام الحاد بين المستوطنين الإسرائيلين، كعلامة على تصدع مجتمعي كان يغلي تحت السطح منذ فترة طويلة.

والحكومات في الخليج، أصبحت حذرة على نحو متزايد بشأن علاقاتها الدولية غير المستقرة والتي لا تضمن التزامات تحقق المصالح المشركة على الأمد الطويل. وإسرائيل لا يمكن أن يتوقع منها تفهم هذا الأمر في المدى المنظور، على الأقل.

لم يكن لهذا الصدع أن يحدث لو لم تكن سياسات الولايات المتحدة الأميركية ضعيفة وفاشلة في المنطقة إلى حد بعيد. ولا بد من التذكير أن الدافع الرئيسي لانحراط بعض دول الخليج في مسيرة التطبيع مع تل أبيب، هو الاعتقاد المبالغ فيه بأن الطريق إلى واشنطن يمر عبر"إسرائيل". في وقت تظهر فيه إدارة بايدن على التوالي أنها تتبع سياسة عدم التدخل بشكل متزايد في المنطقة، مما دفع دول إلى البحث عن ضمانات للاستقرار من القوى العالمية الأخرى، مثل الصين وروسيا.

 وليس من قبيل المصادفة أن المملكة العربية السعودية، سربت شروط السلام مع إ"إسرائيل". قبل ساعات فقط من إعلان الانفراج في العلاقات مع إيران. كانت الرسالة واضحة: المملكة منفتحة على تحالف إقليمي تدعمه الولايات المتحدة من شأنه أن يشمل دول الخليج و "إسرائيل".، لكنها بحاجة إلى تأكيدات وتعمل بنشاط على التحوط من أي مستجدات على هذا الصعيد.

من غير المرجح أن تتقدم "اتفاقيات أبراهام" في ظل الحكومة الأمريكية الحالية. و لكل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، مشاكل عديدة مع إدارة بايدن. 

مع ذلك، الإدانات السعودية لـ "إسرائيل" تتعلق فقط بالحقوق الفلسطينية، إلا أن شروط الرياض المسربة للتطبيع لم تتضمن أي ذكر للفلسطينيين. لا ينبغي الخلط بين التشدق بالكلام والسياسة الفعلية. لن تضحّي هذه الدول بمصالحها لأجل القضية الفلسطينية.

بينما تغادر الولايات المتحدة المنطقة وتُظهر دعمًا أقل لـ"إسرائيل".، فإن فائدة العلاقات العلنية مع تل أبيب قد قللت من قيمة الدول العربية التي تقوم بذلك لا العكس. ولسوء الحظ، يبدو أن سياسات إدارة بايدن، تقدم فرصة للصين وروسيا، لحضور قوي وفاعل في المنطقة.

نقله إلى العربية: حسين قطايا