"واشنطن بوست": اعتقال الصين للكنديَين أظهر ازدراءها للدبلوماسية

صوّر المسؤولون الصينيون اعتقال مينغ وانزهو على أنه عمل تعسفي قامت به الولايات المتحدة لضرب شركة هواوي للتكنولوجيا الفائقة.

  • المديرة التنفيذية لشركة هواوي مينغ وانزهو تتحدث لوسائل الإعلام في فانكوفر -كندا بعد إطلاق سراحها/ رويترز.
    المديرة التنفيذية لشركة هواوي مينغ وانزهو تتحدث لوسائل الإعلام في فانكوفر بعد إطلاق سراحها/ رويترز.

انتقدت هيئة تحرير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في افتتاحية لها الصين لاعتقالها في عام 2018 لمواطنين كنديين، معتبرة أنه عمل كان بمثابة "احتجاز رهائن برعاية الدولة ويتنكر في شكل محاكمات جنائية".

وقالت الصحيفة إن الصين قد تخلت "الآن، وبلا خجل، عن أي ادعاء بأن أفعالها كانت أكثر من مجرد بلطجة دولية، وبذلك أخطرت بقية العالم بازدراءها لقواعد الدبلوماسية التقليدية".

فقد تم إطلاق سراح الكنديَين من سجن بكين يوم الجمعة الماضي، بعد أكثر من 1000 يوم من اعتقالهما "بتهم ملفقة". فقد جاء اعتقالهما بعد تسعة أيام من اعتقال منغ وانزهو، المديرة التنفيذية الكبيرة في شركة هواوي تكنولوجيز الصينية العملاقة للتكنولوجيا، التي احتجزتها كندا بناءً على طلب واشنطن بتهمة الكذب للتهرب من الامتثال للعقوبات الأميركية على إيران. 

وقد سُمح للكنديين، مايكل سبافور، وهو مستشار للأعمال، ومايكل كوفريغ، الدبلوماسي السابق، بالعودة إلى كندا بعد وقت قصير من إسقاط وزارة العدل الأميركية محاولتها تسليم السيدة وينغ ومحاكمتها وسُمح لها بالعودة إلى الصين في نفس الوقت.

ورأت الصحيفة أن الصين دولة كبيرة وقوية للغاية بحيث لا يمكن اعتبارها دولة مارقة، لكن "البلطجة التي تمارسها فيما أطلق عليه الكنديون حالة "المايكلَين" توحي بعدم المبالاة بالممارسات الدولية الراسخة". وقالت إنه انتقاماً من الاعتقال الشرعي لإحدى مواطناتها - وهي تتمتع بصلات جيدة بشكل استثنائي – تم احتجاز اثنين من الكنديين بلا ذنب، أشارت بكين إلى ازدرائها للعدالة، وهو موقف يتماشى مع ازدرائها لحقوق الإنسان الأويغور، (أقلية مسلمة) والديمقراطية (في هونغ كونغ وأماكن أخرى).

وأضافت أنه "في بكين، صوّر المسؤولون بشكل خاطئ اعتقال السيدة منغ على أنه عمل تعسفي قامت به الولايات المتحدة لضرب شركة صينية قوية للتكنولوجيا الفائقة. وبهذا المنطق، سعت إلى تبرير عقابها".

وزعمت الصحيفة أن الرجلين الكنديين قد عانا ظروفاً قاسية في ما يصل إلى حد الحبس الانفرادي حيث تم احتجازهما في زنزانتين ضيقتين في سجنين منفصلين في منطقة نائية، مع حصص غذائية ضئيلة وقليل من الاتصال بالعالم الخارجي. بينما عاشت منغ في منزل فخم في فانكوفر، وهي حرة في الذهاب للتسوق وتلقي علاجات التدليك من دون عوائق تتجاوز سوار الكاحل لتتبع تحركاتها.

واعتبرت الصحيفة أن الأمر يجب أن يكون بمثابة تحذير للشركات الغربية والأفراد الذين يعيشون ويعملون في الصين، مفاده أن أمنهم وحتى حريتهم قد يكونان في خطر من دون سبب وجيه وفي أي وقت، وفقاً لأهواء نظام يؤمن بأنه قوي جداً بحيث لا يمكنه اللعب وفقاً لبقية قواعد العالم. 

وقالت الصحيفة إن البعض قد فسّر الإفراج المتزامن عن السيدة منغ والكنديين على أنه خطوات اتخذتها واشنطن وبكين لإحداث تحسّن في العلاقات بينهما. وأضافت أنه "قد يكون التحليل الأفضل هو الاعتراف بسلوك الصين كمبرر إضافي للتحالفات الدفاعية الغربية لمواجهة عدوانها".

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت