حين يُمنح رودريغو حرية اللعب

البرازيلي رودريغو يعود إلى التألق مع ريال مدريد ويقوده مجدداً إلى الفوز. هكذا استعاد هذا اللاعب المستوى الذي يُعرف به بعد انتقادات طالته في المباريات الأولى هذا الموسم.

  • حين يُمنح رودريغو حرية اللعب
    رودريغو من اللاعبين الذين يتألقون حين يلعبون بحرية في كل أقسام الملعب

استعاد البرازيلي رودريغو الثقة. وحين يستعيد هذا اللاعب الثقة، ترى منه كل ما هو رائع. لا يمكن أن تقول لرودريغو: افعل كذا وكذا. دعه يفعل في الملعب ما يريد، وانتظر منه أفضل اللحظات وما يسرّ الناظرين.

رودريغو من اللاعبين الذين يتألقون حين يلعبون بحرية في كل أقسام الملعب، ويكونون غير مقيدين بمساحة أو دور. وحينئذ، يقدّم أفضل ما لديه. هذا هو حال اللاعبين الماهرين الذين يفعلون أكثر مما يقولون.

أول من أمس، أثبت هذا البرازيلي ذلك في مباراة فريقه ريال مدريد في الدوري الإسباني. من دون مبالغة، قاد رودريغو وحده "الميرينغي" إلى الفوز بنتيجة 3-0 بتسجيله هدفين رائعين حين تخطى المدافعين ببراعة قبل أن يسدد في المرمى، كما مرّر بإتقان لزميله جود بيلينغهام كرة الهدف الثالث.

أداء رودريغو في هذه المباراة جاء ليؤكد مجدداً موهبته الفذة التي لا تحظى بالاهتمام نفسه الذي تحظى به موهبة مواطنه فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد، الذي يتصدر العناوين دائماً، ربما لشخصيته التي تختلف عن شخصية رودريغو الهادئة التي لا تسعى إلى إثارة الجدل.

كما أن ما أدّاه رودريغو جاء ليردّ على الأقاويل التي اعتبرت أن الانطلاقة المدهشة للاعب القادم حديثاً إلى ريال مدريد بيلينغهام في مبارياته الأولى مع الفريق أخذت الوهج منه ومن فينيسيوس، ليتأكد في هذه المباراة والمباراة أمام فالنسيا قبل فترة المباريات الدولية للمنتخبات أن بيلينغهام هو من يحتاج إلى رودريغو وليس العكس.

منذ المباراة أمام فالنسيا عندما سجل رودريغو هدفين وصنع هدفين، بدأ هذا اللاعب يرد على الانتقادات التي طالته في المباريات الأولى في هذا الموسم. وللتذكير، كان قد سجل هدفاً واحداً فقط وصنع هدفين حتى مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الحالي. وبالمقارنة، فإنه حتى أوائل تشرين الثاني 2022 سجل 5 أهداف وصنع 5 أهداف، علماً أنه سجل 19 هدفاً الموسم الماضي، وهذا ما جعل الانتقادات تكثر حوله.

لكن ما بدا واضحاً أيضاً، وما يعيدنا إلى الطريقة التي يفضّل أن يلعب بها رودريغو ويتألق من خلالها، هو أنه تأثر في المباريات الأولى بلعب فريقه بخطة 4-4-2، إذ يكون مع فينيسيوس في المقدمة، ومن ورائهما بيلينغهام، فيما ثبت أن الأفضل لرودريغو خطة 4-3-3 الاعتيادية لريال مدريد التي توّجته بأهم الألقاب، إذ يكون في مركز الجناح.

هكذا، وكما قلنا آنفاً، حين يلعب رودريغو بحرية في الملعب، فإنه يتألق، وها هو يقول أمس الأول مجدداً: ها قد عدت، وانتظروا المزيد بعد.